نيروز الإخبارية : بقلم عاكف_الجلاد
كنا صغاراً أنقياء ، أطفالاً كلنا حيوية ، شباباً أرواحنا طاهرة ، وقلوبنا بيضاء . !
في مدارسنا ، جامعاتنا ، ومجتمعنا ، علمونا شعر الغزل العذري ، وقصص العشق والحب الطاهر ، وقصص الأبطال والبطولة .!
درّسونا قصص قيس وليلى وقصائدهم ، حكاية عبلة ، وملحمة شهرزاد .!
أسمعونا صباحاً فيروز وصوتها الشجي ، ومساءاً صوت العندليب يشدو ، وسهرنا ليالي طويلة على صوت ام كلثوم .!
عشقنا شجاعة عنترة ، وعشنا تضحية قيس ابن الملوح ، وحفظنا غزل نزار .!
علمونا الحب الطاهر ، والعشق العذري ، والغيرة والغرام والبطولة .!
كبرنا ، كبرت أرواحنا ، وصُدمنا بواقع مؤلم ومرير ، وأكتشفنا أن الكل شهريار ، وملطخة أيديهم بالدماء .!
كم من شاب مات وقتل بتهمة الحب ، وكم من فتاة ماتت وقتلت بتهمة الحب ؟.
الرجل يقوم بقتل ابنته أو أخته ، بتهمة الحب .!
المرأة تقوم بتحريض الرجل ، زوجها كان أو ابنها او شقيقها على القتل والثأر، بتهمة الحب .
وكأن ذلك الرجل وتلك المرأة لم يكونا عاشقاًن يوماً ما ؟.
أليس هذا المجتمع الذي يُدرّس شعر العشق والحب والبطولة في مدارسه ، ويذيع أغاني الحب والغرام والبطولة في اذاعاته ، وينشر الكتب والقصائد ، ويلقي المحاضرات والامسيات ، هو نفسه المجتمع الذي ينصب المشانق ، ويحكم بالموت لكل من وقع بالحب والغرام ؟! حتى وان كان ذلك الحب طاهراً ونقياً نقاء حبات المطر .
قمة التناقض ، والإزدواجية !!
أشفق على أنفسنا وعلى المجتمع ، فنحن الضحايا ونحن الجُناة !! .