نيروز الإخبارية : اسد جرش والغزلان المفقودة
كتب :حازم الصياحين
قصة اسد جرش وهروبه بين السكان التي شغلت الراي العام الاردني منتصف العام الماضي ربما لم تكن محض صدفة حينها فهل هنالك مغزى واسرار وراء الحبكة التي نجح من نجح بترويجها بين الناس حتى صدقها البعض .
الاسد وقتها شغل بال الناس والمسؤولين وجرى البحث عنه هنا وهناك وبين الغابات واستخدمت طائرات وقناصين ومئات من المتطوعين املا بالعثور عليه بعد ان انتشر خبر مفاده " مشاهدة اشخاص الاسد الهارب وسماع زئيره عاليا " .
الاسد الهارب على ما يبدو "دون الجزم" هو ذاته من سرق الغزلان خلسة وربما ابتدعت القصة اي "الاسد" من وحي الخيال لاشغال الناس بها ولكي يقوم السارق بتنفيذ مخططاته الشيطانية بتهريب الغزلان على روية وهدوء تام ودون ان يشعر كائن من كان باختفائها حيث تشي المعطيات وفق الروايات المتناقلة ان الغزلان هربت على مراحل حتى لا يكشف امرها.
بتقديري الشخصي نجح السارق بقصة الاسد الهارب واثار الفزع بين الناس فدب الخوف والرعب والهلع بين الكبير والصغير ولم يخرج احد وقتها من منزله ولا الى الشوارع وعلى مدى شهور خوفا ان يفترسه الاسد وفي ذات الوقت ربما هربت الغزلان فالطرق سالكة وخالية من السكان فالكل مختبئ في منزله خشية من اسد هارب لكن السارق كان يصول ويجول في محمية الغزلان فيما الناس مشغولة برواية اسد لم يكن موجودا في الاصل في جرش .
القصة بدات عقب قرار وزير الزراعة خالد حنيفات باجراء تشكيلات بالوزارة شملت تعيين مدير زراعة جرش الدكتور عبدالحافظ ابو عرابي وذلك مطلع العام الحالي وخلال جولة تفقدية لمحمية دبين لاحظ ابو عرابي ان كمية العلف الواردة للمحمية مخصصة ل 500 راس غزال ما دعاه لطلب احصاء للغزلان على ارض الواقع وهنا تكشفت خيوط القضية التي اظهرت وجود نقص في الغزلان وحولت القضية لهيئة النزاهة ومكافحة الفساد حيث لم يعرف بعد العدد الحقيقي المفقود من الغزلان بعد تضارب الروايات بفقدان 314 غزال واخرى تحدثت عن اختفاء 327.
وبالمحصلة فان الاسد الهارب ظل هاربا ولم يعثر عليه والغزلان المفقودة ما زالت مختفية ومتوارية عن الانظار فيما السارق او السارقون ومن دبر لكل ذلك في جنح الظلام هم احرار للان فما هو الرابط العجيب بين كل ذلك.