في المناظر الطبيعية الهادئة في بلدان الشمال الأوروبي، بدأت ممارسة غريبة لكنها فعالة تكتسب المزيد من الاهتمام، وهي قيلولة الأطفال في الهواء الطلق. وقد نشأت هذه الطريقة من تعاليم طبيبة الأطفال المجرية إميلي بيكر، ثم وجدت طريقها إلى روتين مقدمي الرعاية في جميع أنحاء الدنمارك والسويد ومناطق أخرى. وقد ألقى الاستكشاف الأخير لهذه الممارسة، بحسب موقع HuffPost، الضوء على أسسه الدقيقة وفوائده.
ولاحظت الصحفية البريطانية هيلين راسل، مؤلفة كتاب "السر الدنماركي للأطفال السعداء"، هذه الممارسة أثناء إقامتها في الدنمارك وزيارتها حضانة دنماركية، فقد واجهت صفوفًا من عربات الأطفال متوقفة في سقائف خارجية، كل منها تحتضن طفلًا نائمًا. هذه القيلولة في الهواء الطلق هي مشهد شائع في دور الرعاية النهارية في بلدان الشمال الأوروبي، وحتى في ساحات الأسرة والساحات المشتركة.
وتنطوي هذه الممارسة على إلباس الرضع طبقات من الملابس، بما في ذلك ملابس النوم الصوفية والقبعات، لحمايتهم من الطقس الشمالي البارد. ويقوم مقدمو الرعاية باختيار الأماكن المحمية بدقة لركن عربات الأطفال؛ ما يضمن الحماية من الرياح. ورغم المخاوف الأولية بشأن السلامة، وجدت راسل أن القلق السائد في دول الشمال يدور حول الحفاظ على دفء الأطفال وليس الخوف من الاختطاف.
ويشيد مقدمو الرعاية في بلدان الشمال الأوروبي بفضائل القيلولة في الهواء الطلق، مستشهدين بالعديد من الفوائد. أولاً، يُعتقد أن التعرض للضوء الطبيعي والهواء النقي يعزز أنماط النوم الصحية ويقوي المناعة. ثانيًا، يتم تقليل خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مقارنةً بالقيلولة الداخلية، وهو اعتبار بالغ الأهمية بشكل خاص خلال فصول الشتاء الطويلة في المنطقة. علاوة على ذلك، يرى المؤيدون أن الأطفال ينامون بسرعة أكبر ويستمتعون بغفوة أطول عندما يتعرضون للبيئة الخارجية.
وفي حين أن هذه الممارسة قد تبدو مثالية، إلا أنها تثير أسئلة ومخاوف، خاصة في المناطق التي لا تكون فيها هذه الممارسة معتادة. وينصح خبراء نوم الرضع والأطفال بالحذر من تطبيقها في أي مكان، مؤكدين أن القيلولة في الهواء الطلق قد لا تكون مناسبة لجميع البيئات. وشددوا على أهمية الالتزام بتوصيات النوم الآمن، بما في ذلك وضع الأطفال على ظهورهم، وتجنب ارتفاع درجة الحرارة في الأماكن الدافئة.
ومع تقدم الأطفال في السن، تتطور احتياجات نومهم؛ ما يستلزم إجراء تعديلات على روتين القيلولة. وفي حين أن القيلولة في الهواء الطلق قد توفر راحة للبعض، إلا أنها ليست حلاً واحدًا يناسب الجميع. لذا، يوصي الخبراء بالحفاظ على روتين قيلولة ثابت، مع إعطاء الأولوية للسلامة والراحة.
وتظهر القيلولة في الهواء الطلق كممارسة جديدة ولكنها فعالة في بلدان الشمال الأوروبي، ومتجذرة في نهج شمولي لتربية الأطفال. ورغم أنها قد لا تكون قابلة للتطبيق عالميًا، إلا أن أنصارها يروجون لفوائدها في تعزيز عادات النوم الصحية وتعزيز المرونة لدى الرضع. وبينما يتعامل مقدمو الرعاية في جميع أنحاء العالم مع تعقيدات نوم الرضع، فإن التقليد الاسكندنافي يقدم شهادة مقنعة على قوة الهواء النقي والضوء الطبيعي في تعزيز النوم المريح.