في عصرنا الحالي، ازدادت نسبة استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل لافت، مما أدى إلى نشوء مخاطر متعددة على صحتهم النفسية والجسدية، وكذلك على سلوكهم الاجتماعي والتعليمي. ورغم أن لهذه الوسائل إيجابيات عديدة، إلا أن تأثيراتها السلبية على الأطفال لا يمكن تجاهلها.
أظهرت الدراسات الحديثة أن الأطفال معرضون بشكل متزايد للمخاطر التعليمية، النفسية، والاجتماعية عبر استخدامهم المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي. حيث يقع العبء الأكبر في التنشئة الاجتماعية على الأسرة، التي تواجه تحديات في توجيه أطفالها ضمن هذا العالم الرقمي المعقد.
أهم المخاطر:
1. التشتيت عن الواجبات والأنشطة: وسائل التواصل الاجتماعي تشتت انتباه الأطفال عن أداء واجباتهم المدرسية وممارسة التمارين والمشاركة في الأنشطة العائلية، مما يؤثر سلباً على قدراتهم الإنتاجية والتفاعلية.
2. معلومات منحازة أو غير صحيحة: يتعرض الأطفال لمحتويات قد تكون مضللة أو غير دقيقة، ما يؤثر على فهمهم للواقع ويخلق تصورات خاطئة.
3. اضطرابات النوم: بسبب الإدمان على استخدام الأجهزة الإلكترونية، يتعرض الأطفال لاضطرابات النوم، مما يؤثر على صحتهم الجسدية والعقلية.
4. التأثيرات النفسية: تعتبر التأثيرات النفسية من أخطر الجوانب التي تتعرض لها الأطفال، مثل:
النقد الذاتي: يتأثر الأطفال بآراء الآخرين حولهم على هذه المنصات، مما يؤدي إلى انخفاض في تقدير الذات.
التوتر والقلق: تنتج عن الضغوط النفسية المترتبة على محاولات الأطفال مقارنة أنفسهم بالآخرين.
العزلة الاجتماعية: تنشأ بسبب قضاء الأطفال وقتًا طويلاً على الإنترنت بعيداً عن التفاعل المباشر مع العائلة والمجتمع.
5. المظاهر الاجتماعية والترف: متابعة حياة المشاهير والمظاهر الفاخرة على وسائل التواصل الاجتماعي قد تسبب مشاعر نقص وحسد بين الأطفال، مما يؤثر على سلامتهم النفسية.
دور الأهل والمجتمع:
يتطلب الحد من هذه المخاطر تضافر جهود الأهل والمجتمع على حد سواء من خلال:
1. ملء وقت فراغ الأطفال: من خلال إشراكهم في أنشطة خارجية، مثل الذهاب للطبيعة أو ممارسة الرياضة.
2. مراقبة المواقع الإلكترونية: يجب على الأهل مراقبة ما يتابعه أطفالهم والتأكد من ملاءمته لأعمارهم وقيمهم.
3. الحرص على سلوك الأطفال: من الضروري متابعة سلوكيات الأطفال باستمرار، لضمان توازن استخدامهم للتكنولوجيا ضمن حدود سليمة.
على الأسرة أن تتبع أساليب تنشئة سليمة لأطفالها، لأنهم يمثلون مستقبل المجتمعات. لذا يجب تكثيف الوعي والتوجيه من قِبَل الأهل والمجتمع ليصبح الأطفال قادرين على التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بحكمة ووعي.