يعد الشاي السيراني (الشاي السيلاني) واحدًا من أكثر أنواع الشاي شهرة حول العالم، ويعود أصله إلى جزيرة سيلان، المعروفة اليوم باسم سريلانكا. ولكن من هو أول من استخدم هذا الشاي وكيف بدأت رحلته ليصبح مشروبًا عالميًا؟
في القرن التاسع عشر، لم تكن سيلان مشهورة بإنتاج الشاي، بل كانت زراعتها الرئيسية تتمثل في البن. إلا أن هذا الوضع تغير بشكل جذري بعد أن قضت آفة على محاصيل البن، مما دفع المزارعين إلى البحث عن بديل زراعي. وفي عام 1867، قام المزارع البريطاني جيمس تايلور بزراعة أول شجرة شاي في مزرعته بمقاطعة كاندي في سيلان.
كان تايلور أول من أدخل زراعة الشاي إلى سيلان، وبدأ في تطوير تقنيات زراعة ومعالجة أوراق الشاي التي أسهمت في إنتاج شاي بجودة عالية. تدريجيًا، بدأت صادرات الشاي السيراني تنتشر في الأسواق البريطانية والدولية، وأصبح الطلب على هذا النوع من الشاي يتزايد بفضل مذاقه الفريد وجودته.
بحلول نهاية القرن التاسع عشر، أصبحت سيلان واحدة من أكبر مصدري الشاي في العالم، وتمكنت من ترسيخ سمعة قوية بفضل جودتها العالية والتنوع الكبير في نكهات الشاي السيراني، مثل الشاي الأسود والشاي الأخضر.
الشاي السيراني في الثقافة: منذ ذلك الحين، ارتبط الشاي السيراني بالضيافة والثقافة في العديد من الدول، خاصة في الشرق الأوسط وآسيا. في العديد من الدول العربية، يُعد تقديم الشاي السيراني جزءًا من تقاليد الضيافة والترحيب، حيث يتم تقديمه للضيوف كرمز للكرم والاحترام.
اليوم، يتميز الشاي السيراني بمكانته كواحد من أهم صادرات سريلانكا، ويواصل جذب عشاق الشاي من جميع أنحاء العالم بفضل نكهاته الغنية ورائحته المميزة.
يعد جيمس تايلور الشخصية المحورية التي بدأت رحلة الشاي السيراني إلى الشهرة العالمية، حيث حول زراعة هذا المشروب من مجرد تجربة زراعية إلى صناعة مزدهرة استمرت في النمو والازدهار على مدار أكثر من قرن ونصف.