نيروز الإخبارية: دكتور سامر، يسعد صباحك، ونحن اليوم في الذكرى الـ53 لاستشهاد رئيس وزراء الأردن الشهيد وصفي التل. ما هي انطباعاتك عن هذه المناسبة، وما تمثله في التاريخ الأردني؟
د. سامر عازر: صباح الخير لكم ولمتابعي نيروز الإخبارية. هذه المناسبة تمثل لنا محطة للتأمل واستذكار واحد من أعظم الشخصيات الأردنية التي تركت بصمة عميقة في تاريخنا. الشهيد وصفي التل، رحمه الله، لم يكن مجرد رئيس وزراء، بل كان رمزاً للهوية الأردنية التي ركزت عليها دولتنا منذ التأسيس. وهذا ما أكده جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابات العرش السامية، حيث شدد على أهمية تعزيز الهوية الأردنية كعنصر أساسي في انتمائنا لوطننا.
وصفي التل علمنا عشق الأرض وكيف نحميها ونزرعها، فهو الذي ربط بين الأرض والاستقلال. من خلال الاعتماد على مواردنا الطبيعية، نصبح أقوى وأقدر على مواجهة التحديات، وهذا ما تحتاجه دولتنا اليوم وسط الأوضاع الصعبة المحيطة بنا. الأرض ليست فقط موردًا، بل هي العرض والقوة التي لا يمكن التفريط بها، وهي إرث الآباء والأجداد الذين حافظوا عليها منذ تأسيس الدولة عام 1921.
نيروز الإخبارية: ذكرت أن استذكار وصفي التل يعيدنا إلى قيم الهوية الوطنية والزراعة. كيف ترى استمرارية هذه القيم اليوم في ظل التحديات؟
د. سامر عازر: نحن اليوم في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني نواصل البناء على ما أسسه آباؤنا وأجدادنا. التحديات التي تواجهنا، سواء داخلية أو خارجية، تتطلب منا العودة إلى الأساسيات: حب الأرض، زراعتها، وفلاحتها. هذا ليس فقط لتعزيز استقرارنا الاقتصادي، بل أيضاً لتعزيز صمودنا أمام المتغيرات الإقليمية.
ما يجعلنا أكثر ارتباطًا بهويتنا هو إدراكنا أن هذه الأرض هي التي تعطينا القوة لمساندة أشقائنا، وخاصة القضية الفلسطينية التي نعتبرها جزءًا من هويتنا القومية.
نيروز الإخبارية: هناك من أشار إلى مذكرات الشهيد وصفي التل ودورها في تسليط الضوء على أفكاره. ما رأيك في ذلك؟
د. سامر عازر: بالفعل، مذكرات الشهيد التي جمعها الأستاذ محمد عيسى العدوان تمثل مرجعًا هامًا لفهم شخصية وصفي التل وأفكاره. هو لم يكن مجرد سياسي، بل مفكر ورجل وطني بكل معنى الكلمة. هذه المذكرات تعكس حبه الكبير للأردن، وإصراره على تعزيز الاعتماد على الذات، والدفاع عن الأرض والهوية.
نيروز الإخبارية: كلمة أخيرة تود أن توجهها؟
د. سامر عازر: رحم الله الشهيد وصفي التل، فهو غاب عنا بجسده ولكنه بقي في وجداننا بأفكاره وقيمه. اليوم نُحيي ذكراه لنستلهم منها العبر، ونعمل بجد لإبقاء هذا الوطن قويًا وصامدًا تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني. حفظ الله الأردن وقائد الوطن.