هذه قصة حدثت قبل (٢٠) سنة وتتلخص لي صديق من خارج المحافظة فقير جدا متزوج وتسكن معه حماته وكان يعتبرها بمنزلة والدته وفي كل مرة تدعو له بالرزق والخير ، حيث يضع الطعام أمامها، وأحيانا يقوم بإطعامها بيده .
بعد (٣ ) سنوات توفيت زوجته بحادث سير ، وبقي وحيداً مع حماته ، لم يكتب له بالانجاب وقد اتصل بي قبل سنوات لاستشارتي في مسألة حماته ورغبتها الذهاب عند أبنائها الذكور ، حيث أن الفتيات يرفضن الزواج به عندما يعلمنَّ أنه يعيل حماته، وكان في كل مرة يتصل بي لاستشارتي كونه تعهد برعاية حماته .
وكانت وصيتي له ألا يقطع علاقته بحماته ويبقيها عنده في بيته من أجل الله و عرفاناً لزوجته السابقة .
تزوج صديقي بعد وفاة زوجته بخمسة أشهر وكان في تلك الفترة يشكو من زوجته الجديدة التي رفضت أن تعيش حماته معه قائلة :" وضعنا المعيشي صعب، خذها إلى أقاربها " و يرد عليها غاضبا ً "وحًد الله هذه أمانة في عنقي ولن أتركها وحدها لقد تعهدت برعايتها أمام الله وزوجتي" .
وفي كل مرة تحدث المشاكل بين الزوجين، ويقوم في الإتصال معي ويعطيني رقم هاتف حماه وحماته لكي أتصل بهما لإقناعهما بعودة ابنتهما لزوجها ، فاتصل معهما قائلاً :" يا أبا فلان ويا أم فلان أرشدا ابنتكما وأنصحاها لكي تعود إلى زوجها ، فأنتما عندما تكبران ربما سوف تقعان في نفس الورطة " فيجيب الأب والأم في كل مرة قائلين :" يا مرافي يعلم الله أننا ما عنا مشكلة ، ودائماً ننصح ابنتنا بالصبر على رعاية حماة زوجها ولكنها تتذرع بأن لها أولاد، لماذا لا تذهب عندهم برهة من الوقت ومن ثم تأتي عندهم بين الفينة والأخرى؟؟ فهي تريد الاستقلالية كسائر البنات كونها متزوجة حديثاً " فأرد عليهما قائلاً عليكما بالضغط على ابنتكما للعودة لزوجها ورعاية حماة زوجها ، هذا ابتلاء والله أعلم ، أخشى أن تصابوا بلعنة تلك الحماه المسكينة ، فقد مرت بحياتي شواهد كثيرة وربما الله يرزقكم بسبب معروفكم مع صهركم . " . فيرد الأب قائلاً :" وصلت فكرتك يا مرافي خلص راح أرسل ابنتي لزوجها اليوم وأضغط عليها لتحمل تلك الظروف لقد أقنعتني يا ابن الطفيلة " .
وفي اليوم التالي، اتصل بي صديقي شاكراً على معروفي معه وإقناع أنسبائه بعودة زوجته إليه، حيث تغيرت زوجته ٩٠ درجة للأحسن وكأنها أمراة أخرى لا أعلم يا أخي يوسف ماذا قلت لهم لكي تتغير زوجتي هكذا ، حيث أمضت زوجته سنتين ترعى الختيارة وتنظف لها وتعطيها العلاج حتى توفاها الله بعد سنتين من عودة زوجته .
دارت الأيام وأنجبت زوجته تؤأم أبناء ذكور ومن ثم ٣ بنات وحصلت على وظيفة في شركة راقية واشترى صديقي أرضا زراعية في منطقة بعيدة بثمن قليل من أجل الاسثمار فيها مستقبلا ، ولحسن حظه قام مستثمر بعدها بأشهر بشراء الأرض بمبلغ كبير لاستثمارها في أحد المشاريع الكبيرة.
يقول صديقي:" اشتريت الأرض بمبلغ (٥ ) الاف دينارا، فباعها للمستثمر ب (٤٥ ) الفاً بعد شراء المستثمر الأراضي المجاورة لأرضة ولم يتبقى إلا أرضه في تلك المنطقة مما ساهم في رفع سعرها .
بعدها استثمر صديقي المبلغ في التجارة، و أصبح غنياً بين عشية وضحاها ومن كبار رجال الأعمال وزاده الله بركة في ماله وذريته ، حيث دارت الأيام وبعد تلك السنوات أتى بحماه وحماته عنده بالبيت عرفاناً لزوجته لرعايتها حماته السابقة ولكونهما كبرا في السن وبقي لوحدهما في البيت بعد زواج الأبناء والبنات ، حيث بقي عنده حتى توفاهما الله .