اليوم، أثبت الأردنيون مرة أخرى معدنهم الأصيل ووحدتهم الصلبة في لحظة تجلت فيها أسمى معاني الولاء والانتماء. منذ ساعات الفجر الأولى، انطلقت قوافل المحبة من جميع محافظات المملكة، وتوجه أبناء الوطن من شتى العشائر إلى العاصمة عمان، وتحديدًا إلى منطقة ماركا، ليكونوا في استقبال جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده
العائدين من الولايات المتحدة الأمريكية. كان المشهد مهيبًا، مليئًا بالفخر والاعتزاز، حيث وقف الأردنيون صفًا واحدًا، رجالًا ونساءً، شبابًا وشيوخًا، في استقبال قائدهم، في لحظة جسدت روح العائلة الواحدة التي تجمع القيادة والشعب.
مشهد الأعلام الأردنية التي ترفرف عاليًا، والهتافات التي صدحت بحب القائد، والجموع التي اصطفت على امتداد الطرقات، كان تعبيرًا عفويًا وصادقًا عن مكانة جلالة الملك في قلوب الأردنيين. هذا الاستقبال الحافل لم يكن مجرد حدث عابر، بل كان رسالة واضحة للعالم أجمع بأن الشعب الأردني يقف إلى جانب قائده، مؤمنًا بقيادته الحكيمة، وداعمًا لمسيرته في حماية الوطن وتعزيز استقراره.
إن هذه الوقفة الشعبية الحاشدة هي تأكيد على أن الأردن، بقيادته الهاشمية، يستمد قوته من وحدة شعبه وتلاحمه. فقد كانت رسالة اليوم واضحة وجلية: الأردنيون يد واحدة مع قائدهم، يلتفون حوله بمحبة وولاء، مدركين حجم التحديات، لكنهم، كما عهدهم التاريخ، يقفون صفًا واحدًا في وجه أي عاصفة، متمسكين بثوابتهم الوطنية.
هذا اليوم سيظل محفورًا في ذاكرة الأردنيين، ليس فقط لأنه يوم استقبال لجلالة الملك، بل لأنه كان يومًا تجلت فيه روح الأردن الحقيقية، حيث التقت القلوب قبل الأيادي، وتوحدت الأصوات في نشيد واحد: نحن مع الملك.. نحن مع الوطن.. الأردن أولًا وأبدًا!