تترقب الأوساط الدبلوماسية والسياسية في كل من الأردن وبلغاريا الزيارة الرسمية التي سيقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين إلى جمهورية بلغاريا في أوائل أبريل 2025، وذلك تلبيةً لدعوة كريمة من فخامة الرئيس البلغاري رومين راديف. تأتي هذه الزيارة في إطار المشاركة في أعمال "عملية العقبة لمكافحة الإرهاب"، التي تستضيفها بلغاريا، ما يعكس الالتزام المشترك لكلا البلدين بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتعاون السياسي
تمثل الزيارة فرصة لتعميق العلاقات الثنائية، خصوصًا في ظل عدم وجود سفارة أردنية مقيمة في صوفيا، وغياب خط طيران مباشر بين العاصمتين عمان وصوفيا، وهما ملفان قد يكونان مطروحين للنقاش بهدف تذليل العقبات أمام تعزيز التواصل الرسمي والشعبي بين البلدين. كما تعكس الزيارة حرص الأردن على توسيع آفاق التعاون مع بلغاريا وتعزيز التشاور السياسي حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
في هذا السياق، يتوقع أن تتناول المباحثات سبل تعزيز الشراكة بين البلدين في المحافل الدولية، لا سيما فيما يتعلق بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، ومناقشة ملفات الهجرة والأمن والتغيرات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا. هذه الملفات تعكس الرؤية الأردنية العميقة تجاه القضايا الدولية، والتي تحظى بتقدير دولي واسع.
التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب
في إطار "عملية العقبة"، التي تعد إحدى أبرز المبادرات الأردنية لتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب والتطرف، ستشكل الزيارة فرصة مهمة لتعزيز التنسيق الأمني والاستخباراتي بين البلدين. من المتوقع أن يتم تبادل الخبرات حول الاستراتيجيات الفعالة لمواجهة التحديات الأمنية، بما يسهم في تعزيز الجهود الدولية للحفاظ على السلم والاستقرار العالمي.
التعاون الاقتصادي والتجاري
تحمل هذه الزيارة آفاقًا واعدة لفتح مجالات جديدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري، حيث من المتوقع أن تناقش القيادتان فرص تعزيز التبادل التجاري وتشجيع الاستثمارات المتبادلة في قطاعات حيوية مثل الزراعة، والصناعات الدوائية، والتكنولوجيا. كما يشكل ملف إطلاق خط طيران مباشر بين عمان وصوفيا أحد الموضوعات ذات الأولوية، نظرًا لما له من أثر مباشر في تسهيل التبادل التجاري والسياحي بين البلدين.
التعاون السياحي والثقافي والعلمي
يمتلك الأردن وبلغاريا إرثًا ثقافيًا وسياحيًا غنيًا، مما يتيح فرصًا واسعة لتعزيز التعاون في هذا المجال. ومن المتوقع أن تناقش الزيارة إمكانيات تطوير السياحة المتبادلة، لا سيما في مجالات السياحة الثقافية والدينية والاستشفائية، التي تتميز بها كل من الأردن وبلغاريا.
أما على الصعيد الأكاديمي، فإن تزايد أعداد الطلبة الأردنيين في الجامعات البلغارية يفتح المجال أمام مزيد من التعاون في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، من خلال توقيع اتفاقيات جديدة لتعزيز التبادل الطلابي والبحثي بين الجامعات الأردنية والبلغارية.
ختامًا
تأتي هذه الزيارة في لحظة مهمة وتوقيت مناسب لتعزيز العلاقات الأردنية-البلغارية، وتمثل خطوة متقدمة نحو مزيد من التعاون في مختلف المجالات. ومع المكانة الرفيعة التي يحظى بها جلالة الملك عبدالله الثاني في بلغاريا، والتقدير العميق لدوره في تعزيز السلام والاستقرار، فإن الزيارة تحمل في طياتها آمالًا كبيرة لتحقيق نتائج ملموسة تعود بالنفع على الشعبين الصديقين، وتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة الاستراتيجية بين عمان وصوفيا.