التقى الوفد النيابي الأردني المشارك في أعمال رابطة "برلمانيون من أجل القدس وفلسطين"، اليوم الخميس، بالنائب في البرلمان التركي ووزير الخزانة التركي السابق نور الدين نباتي، في مدينة إسطنبول، لبحث مستجدات القضية الفلسطينية وتعزيز التعاون البرلماني لدعم حقوق الشعب الفلسطيني.
تحذير من مخاطر الضم وتهويد الضفة
حذّر رئيس الوفد النيابي، النائب الأول لرئيس مجلس النواب الدكتور مصطفى الخصاونة، من خطورة خطط الاحتلال الإسرائيلي لضم الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن تغيير اسمها إلى "يهودا والسامرة" يمثل محاولة لشرعنة الاحتلال وتكريس سيطرته عليها، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد الخصاونة على الموقف الأردني الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مستندًا إلى اللاءات الثلاث التي أعلنها الأردن: "لا للتهجير، لا للتوطين، لا للوطن البديل"، مشددًا على أن هذه المبادئ غير قابلة للتفاوض أو المساومة.
كما أكد الخصاونة على ضرورة حماية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من المخططات الرامية إلى إنهاء عملها، والتصدي لمحاولات الاحتلال لاستكمال اعتداءاته على غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.
تعزيز التعاون البرلماني الأردني - التركي
شدد الخصاونة على أهمية تعزيز التعاون البرلماني بين الأردن وتركيا ورابطة "برلمانيون من أجل القدس"، لمواجهة مخططات الاحتلال والتنسيق من أجل موقف دولي موحد ضد الانتهاكات الإسرائيلية، مؤكدًا أن مثل هذه اللقاءات تعزز الجهود الدبلوماسية لدعم القضية الفلسطينية على المستوى الدولي.
وأشار إلى متانة العلاقات الأردنية - التركية، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيدًا بزيارة سمو ولي العهد إلى العاصمة التركية أنقرة، والتي جاءت لتعزيز التنسيق بين البلدين في القضايا الإقليمية.
إشادة بالدور الأردني في حماية المقدسات
بدوره، أشاد رئيس لجنة فلسطين النيابية، النائب سليمان السعود، بالجهود الأردنية في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مؤكدًا أن الوصاية الهاشمية تُشكل درعًا في مواجهة محاولات الاحتلال لتهويد المقدسات.
كما أكد السعود على أهمية الجهود البرلمانية المشتركة بين الأردن وتركيا، مشيرًا إلى زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني إلى الولايات المتحدة، حيث أكد خلالها على موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، داعيًا إلى حشد دعم برلماني عالمي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وضمان حقوق الفلسطينيين.
موقف تركي داعم للقضية الفلسطينية
من جهته، أكد النائب التركي نور الدين نباتي أن القضية الفلسطينية ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية تهم العالم الإسلامي بأسره، مشددًا على أن الجرائم التي ارتُكبت في غزة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، مما يستوجب تحركًا دوليًا عاجلًا لوقف هذه الانتهاكات.
وأدان نباتي الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على سوريا والضفة الغربية، مؤكدًا أن هذه الانتهاكات تهدد استقرار المنطقة برمتها. كما شدد على ضرورة تثبيت التهدئة في غزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية، ورفع الحصار الجائر المفروض على القطاع.
نواب أردنيون: لا لحلول على حساب دول المنطقة
أكد النواب أحمد عليمات، ومحمد المحاميد، وموسى الوحش، ويوسف الرواضية، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى إثارة الفوضى في المنطقة، مما سينعكس سلبًا على الأمن الإقليمي والدولي.
وشددوا على أن أي محاولة لفرض حل للقضية الفلسطينية على حساب دول المنطقة مرفوض تمامًا، إذ يشكل ذلك خطرًا كبيرًا على الأمن والسلم الدوليين، داعين إلى ضرورة تحرك عربي ودولي مشترك لمواجهة هذه التحديات.
دعوات لتنسيق برلماني عالمي لدعم فلسطين
أكد الأمين العام لرابطة "برلمانيون من أجل القدس وفلسطين"، محمد مكرم بلعاوي، أن الرابطة ستواصل جهودها في حشد الدعم البرلماني الدولي لنصرة القضية الفلسطينية، والعمل مع البرلمانات حول العالم لمواجهة مخططات الاحتلال الرامية إلى تهويد القدس وتهجير الفلسطينيين.
وشدد بلعاوي على أهمية التنسيق بين البرلمانيين العرب والمسلمين والداعمين للقضية الفلسطينية في العالم، لضمان استمرار الضغط السياسي والبرلماني على الاحتلال، ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.