باتت ظاهرة إدمان الألعاب الإلكترونية بين الأطفال من أخطر التحديات التي تهدد أمننا المجتمعي، إذ أصبحت تشغل أذهانهم وتستهلك طاقاتهم دون فائدة تُذكر، مما يقلق الأهل والمجتمع على حد سواء. ومع التقدم التكنولوجي المتسارع، صار لهذه الألعاب أثر واضح على الحياة الأسرية، حيث أدت إلى تراجع اندماج الأطفال في محيطهم العائلي، وزيادة ميلهم إلى العزلة، مما أثر سلبًا على مهاراتهم الاجتماعية والتواصلية، بالإضافة إلى تراجع مستواهم الدراسي.
ولا تقتصر أضرار هذه الظاهرة على الجانب الاجتماعي فحسب، بل تمتد إلى التأثير على صحة الأطفال البدنية والنفسية. فالساعات الطويلة التي يقضونها أمام شاشات الهواتف والأجهزة الإلكترونية تؤدي إلى قلة النشاط البدني، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة ومشاكل البصر. كما أن الإفراط في هذه الألعاب قد يغرس في نفوسهم السلوكيات العدوانية والعنيفة، مما ينعكس سلبًا على تعاملهم مع الآخرين.
لهذا، أصبح من الضروري دق ناقوس الخطر واتخاذ إجراءات حازمة لحماية أطفالنا. يجب على الأهل مراقبة استخدام أطفالهم لهذه الألعاب، واختيار المحتوى المناسب لأعمارهم، وتحديد أوقات محددة للعب، مع تشجيعهم على ممارسة أنشطة متنوعة تعزز تواصلهم الاجتماعي. كما أن إشراكهم في الفعاليات العائلية والمجتمعية سيساعدهم على بناء شخصيات متوازنة قادرة على التفاعل الإيجابي مع بيئتهم.
أولادنا أمانة في أعناقنا، فلنحسن رعايتهم ليكونوا جيلًا واعيًا، قادرًا على بناء مستقبل مشرق لوطنه.
بقلم الدكتورة سميرة العفيشات
رئيس قسم الإعلام في مديرية التربية والتعليم للواء ناعور