على مرّ العقود، شكّل المخاتير في الأردن رموزًا للكرامة والنخوة، وكانوا صمام الأمان في حل النزاعات وتعزيز التلاحم الاجتماعي. ومن بين هؤلاء الرجال الذين خلدهم التاريخ، يبرز اسم المرحوم سلامة طحيمر فرحان القمعان الزبن، مختار عشيرة الزبن الذي كرّس حياته لخدمة عشيرته ومجتمعه، حتى رحل عن الدنيا في 5 يوليو 2009، تاركًا خلفه إرثًا من المواقف المشرفة والقيم النبيلة.
مختار العشيرة منذ عام 1979
تولى سلامة طحيمر الزبن مسؤولية مختار عشيرة الزبن منذ عام 1979، ولم يكن مجرد لقب بل كان عهدًا حمله بكل أمانة وإخلاص. اشتهر الرجل بحكمته وسداد رأيه، وكان مرجعًا في حل الخلافات وإصلاح ذات البين، ما جعله محل احترام العشائر الأردنية كافة.
عرف عنه أنه رجل كرم وجود، فتح أبوابه لاستقبال الضيوف، وجعل من ديوانه ملتقى للحكماء والوجهاء. لم يكن المختار أبو نواف رجلًا عاديًا، بل كان صاحب موقف وصاحب كلمة، فكان يُستشار في القضايا الكبرى وتُحترم كلمته في جميع المجالس.
موقف مشرف مع الملك عبدالله الثاني
من أبرز محطات حياته، ما حدث عام 1988، حين استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني في مضارب قبيلة بني صخر خلال مرور فريق الرالي الملكي في قرية نتل بلواء الجيزة. لم يكن هذا اللقاء عابرًا، بل كان تجسيدًا للعلاقة الوطيدة بين العشائر الأردنية وقيادتها الهاشمية، حيث رحّب الشيخ سلامة طحيمر بجلالة الملك وأقام له مأدبة كريمة، مؤكّدًا بذلك القيم العشائرية التي قامت على الوفاء والاحترام المتبادل بين القيادة والشعب.
رحيله وتركه لإرث خالد
في 5 يوليو 2009، غادر الحياة رجل من خيرة رجال الزبن، إلا أن اسمه لم يغادر ذاكرة العشيرة ولا سجلّات التاريخ العشائري الأردني. ترك خلفه سيرة عطرة تُروى في المجالس، وأبناء يقتدون بسيرته. لم يكن سلامة طحيمر مجرد مختار، بل كان رمزًا للنخوة والشهامة، ورجلًا نقش اسمه في ذاكرة عشيرته بمداد الذهب.
كلمة أخيرة
في زمن باتت فيه القيم تتغير، تظلّ سيرة الرجال العظماء كـ سلامة طحيمر القمعان الزبن منارات تهتدي بها الأجيال القادمة. فهو لم يكن مجرد مختار، بل كان مدرسة في العطاء، وحكمة تسير على الأرض، وصوتًا للحق والعدل. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وجعل ذكراه خالدة بين أبناء عشيرته ومحبيه.