مع فصل الشتاء، تزداد التحديات التي تواجه السائقين، بدءًا من الزجاج المتجمد صباحًا وصولًا إلى ضعف البطاريات القديمة، مرورًا بمخاطر القيادة على الطرق المغطاة بالصقيع. خبراء السيارات يؤكدون أن الاستعداد المبكر وفحص المركبة بشكل دوري يضمن قيادة أكثر أمانًا ويجنب الحوادث والأعطال المفاجئة.
الزجاج المتجمد والمياه الساخنة
انخفاض درجات الحرارة في ساعات الصباح الأولى يؤدي إلى تشكل طبقة جليدية صلبة على الزجاج الأمامي، ما يدفع بعض السائقين لاستخدام الماء الساخن لإذابتها، وهو تصرف قد يتسبب بتصدع الزجاج نتيجة التغير المفاجئ في درجة الحرارة. الحل الأمثل هو استخدام ماء بدرجة حرارة عادية، حيث يذوب الجليد خلال دقائق قليلة، بينما يوفر الزجاج الخلفي ميزة الأسلاك الحرارية التي تعمل تدريجيًا على إزالة الصقيع والضباب.
البطارية في الأجواء الباردة
من أبرز المشكلات التي تظهر فجأة في الشتاء ضعف البطارية، خاصة إذا تجاوز عمرها عامين. البطاريات تتأثر بشكل كبير بالبرودة، وقد تتوقف عن العمل دون إنذار، لذا ينصح الخبراء بفحصها دوريًا لتجنب المواقف الحرجة عند تشغيل السيارة صباحًا.
الإحماء الطويل للسيارة
السيارات الحديثة صُممت وفق معايير عالمية لتتحمل أقسى الظروف المناخية، ولا تحتاج إلى تشغيل طويل قبل الانطلاق. دقيقة واحدة تكفي لتجهيز المحرك، بينما الإحماء لعشر دقائق يعد إهدارًا للوقود بلا فائدة عملية.
إشارات التحذير الإلكترونية
لوحة القيادة في السيارات الحديثة مزودة بأنظمة إنذار دقيقة. الضوء الأصفر يعني إمكانية القيادة مع ضرورة مراجعة مركز الصيانة، أما الضوء الأحمر فيشير إلى خلل يستوجب التوقف الفوري واستشارة مختص قبل مواصلة السير.
محلول Anti-Freeze
المبرد مسؤول عن الحفاظ على حرارة المحرك، لكن في الشتاء قد يتجمد الماء داخله، ما يسبب أعطالًا جسيمة. الحل يكمن في استخدام محلول Anti-Freeze الذي يمنع التجمد حتى عند درجات حرارة تصل إلى -200 مئوية، كما يقلل من التآكل الداخلي ويمنع الترسبات التي تضعف أداء المحرك.
جودة الهواء داخل المقصورة
إغلاق النوافذ وتشغيل التدفئة يجعل الهواء الداخلي المصدر الوحيد للتنفس. فلتر المكيف مسؤول عن تنقية الهواء، لكن مع مرور الوقت تتراكم الأوساخ والبكتيريا، ما يؤدي إلى روائح كريهة ومشكلات صحية. لذلك يُنصح بتنظيف جهاز التكييف واستبدال الفلتر كل عامين على الأكثر.
العجلات والقيادة الحذرة
العجلات المطاطية تفقد خصائصها مع الاستهلاك، وفحصها قبل الشتاء لا يستغرق أكثر من خمس دقائق لكنه يحمي من فقدان السيطرة. القيادة على الطرق المبتلة أو المغطاة بالجليد تتطلب تخفيف ردات الفعل، استخدام المكابح والوقود بحذر، وتوجيه السيارة باتجاه الانزلاق لاستعادة السيطرة.
بحسب National Weather Service، فإن الطرق المكسوة بالجليد مسؤولة عن وفيات تفوق أربعة أضعاف الوفيات الناتجة عن باقي الظواهر الجوية مجتمعة. وتشير بيانات NHTSA إلى أن عام 2023 شهد أكثر من 320 حادثًا مميتًا و22 ألف إصابة مرتبطة بالقيادة في ظروف ثلجية. أما AccuWeather فتؤكد أن العواصف الشتوية تتسبب سنويًا في نصف مليون حادث وأكثر من ألفي وفاة. هذه الأرقام تبرز أهمية الالتزام بالنصائح التقنية والوقائية لضمان قيادة آمنة.
الشتاء يفرض تحديات قاسية على السائقين، لكن الفحص المبكر للسيارة، استخدام المواد المانعة للتجمد، والانتباه لإشارات التحذير، كلها خطوات أساسية لتفادي الأعطال والحوادث. سلامة المركبة جزء لا يتجزأ من سلامة السائق والركاب، والالتزام بهذه الإجراءات يضمن شتاءً أكثر أمانًا على الطرق.