تواصل الإعلامية الأردنية إكرام الزعبي ترسيخ حضورها المميز على شاشة التلفزيون الأردني، لتقدّم نموذجًا فريدًا يجمع بين المهنية العالية والهوية الأصيلة. الزعبي، النشمية الرمثاوية التي عرفها المشاهد الأردني بصدقها وعفويتها ولهجتها التي لم تتخلَّ عنها يومًا، أثبتت أن الإعلام الحقيقي يبدأ من الانتماء وينضج بالاجتهاد.
منذ ظهورها الأول، لم تُساير الزعبي موجات التكلّف ولا بدلات اللهجات التي يلجأ إليها البعض بحثًا عن الظهور؛ بقيت كما هي: صوتًا أردنيًا صافيًا، وحضورًا واثقًا، وشخصية مهنية قادرة على إدارة الحوارات بكفاءة واتزان، سواء كانت خفيفة أو نوعية. وقد أشاد كثيرون بقدرتها على الجمع بين الثقافة الواسعة والقدرة على الوصول للمشاهد ببساطة وذكاء في آن واحد.
وتتميز الدكتورة إكرام في أنها حملت هويتها المحلية باعتزاز، فكانت لهجتها الرمثاوية جسرًا بينها وبين الجمهور، تُشعر المشاهد بأن الإعلام لا يحتاج إلى أقنعة بقدر ما يحتاج إلى صدق وواقعية. حضورها لم يكن مجرد صورة لامرأة أردنية أمام الكاميرا، بل انعكاسًا لمسيرة مهنية بُنيت على تعب واجتهاد وثقة بالنفس.
ولا تُكتب قصة نجاح الزعبي لكونها ابنة الرمثا فقط، بل لأنها استطاعت أن تثبت أن الإبداع ليس حكرًا على أحد، وأن المرأة الأردنية حين تُمنح الفرصة قادرة على أن تترك أثرًا واضحًا. فإكرام واحدة من كثيرات من النشميات اللواتي رفعن اسم الأردن بمهنية، وواصلن العمل بإصرار ليثبتن أن الإعلام هو مرآة الصدق قبل أن يكون نافذة الظهور.