نيروز تلتقي عبير سعد الشمري… طموح مهني يتقاطع
مع الشغف بالتطوير وصناعة الأثر
نيروز – محمد محسن عبيدات
في زمنٍ تتطلب فيه بيئات العمل مرونة عالية،
وكفاءة متجددة، وقدرة على مواكبة التحولات التقنية والمهنية، تبرز نماذج شابة تسير
بثبات نحو التميز، مستندة إلى رؤية واضحة، وطموح لا يعرف التوقف.
وكالة نيروز الإخبارية التقت عبير سعد الشمري
من المملكة العربية السعودية، في حوار موسّع تناول مسيرتها العلمية والعملية، وطموحاتها
المهنية، ومهاراتها المتعددة، وتجربتها في العمل التطوعي، ورؤيتها لتطوير بيئة العمل
وتعزيز جودة الأداء.
بدايةً، من هي عبير سعد الشمري؟ وكيف تحبين
أن تقدمي نفسك لقرّاء نيروز؟
أنا عبير سعد الشمري، من المملكة العربية
السعودية، أؤمن بأن العمل ليس مجرد وظيفة، بل رسالة ومسؤولية. أسعى دائمًا إلى تطوير
ذاتي مهنيًا وعمليًا، والمساهمة في تحسين بيئة العمل من خلال التحفيز المستمر، وبذل
العطاء، ومساعدة الآخرين على التطور والنمو.
ما الهدف المهني الذي تسعين إلى تحقيقه في
مسيرتك العملية؟
هدفي المهني يتمثل في تطوير بيئة العمل وتعزيز
جودة الأداء، عبر العمل بروح إيجابية قائمة على الإنتاجية والتحفيز. أحرص على تعلم
مهارات جديدة وإتقانها بما يدعم تقدمي المهني، ويسهم في تحقيق أهداف الجهة التي أنتمي
إليها، لأن نجاح الفرد من نجاح المؤسسة، والعكس صحيح.
حدّثينا عن مؤهلاتك العلمية ومسارك الأكاديمي؟.
أحمل دبلوم إدارة مكتبية، وهو ما منحني قاعدة
تنظيمية وإدارية مهمة، وأسهم في صقل مهاراتي في التعامل مع الأعمال المكتبية وإدارة
المهام.
كما أواصل حاليًا دراستي الجامعية، حيث أنا
طالبة بكالوريوس محاسبة – قيد الدراسة، إيمانًا مني بأهمية التخصص المالي والمحاسبي
في دعم المؤسسات وتعزيز استدامتها.
ما أبرز خبراتك العملية والتطوعية التي شكّلت
شخصيتك المهنية؟
شاركت كمتطوعة في المؤتمر الصحي الدولي الثاني
في حائل، وكانت تجربة ثرية أضافت لي الكثير على صعيد العمل الميداني، والتمثيل الرسمي،
والتعامل مع مختلف الفئات.
كما خضعت لتطبيق عملي لمدة ستة أشهر في تقنية
المعلومات الصحية – حائل، وهي تجربة مهمة جمعت بين الجانبين التقني والإداري، وأسهمت
في توسيع مداركي حول الأنظمة الإلكترونية والعمل المؤسسي.
تمتلكين مهارات محاسبية متعددة، كيف انعكست
هذه المهارات على أدائك؟
المهارات المحاسبية تشكّل ركيزة أساسية في
مسيرتي، حيث أمتلك القدرة على: إعداد القيود اليومية وميزان المراجعة، وإعداد القوائم المالية، والقيام بالتحليل المالي واكتشاف الأخطاء، إضافة إلى إدارة المصاريف والإيرادات، وإجراء تسويات البنوك، والتعامل مع برامج المحاسبة المختلفة. هذه المهارات مكّنتني من فهم الواقع المالي
للمنشآت بشكل أدق، واتخاذ قرارات مبنية على بيانات واضحة.
وماذا عن مهاراتك التقنية في ظل التحول الرقمي؟
أجيد استخدام برامج Excel وWord وPowerPoint باحتراف، وأمتلك القدرة على إعداد نماذج مالية دقيقة،
والتعامل بكفاءة مع الأنظمة والمنصات الإلكترونية.
أؤمن أن التقنية اليوم لم تعد خيارًا، بل
ضرورة، وكلما زادت قدرة الفرد على توظيفها، ارتفعت كفاءته وجودة أدائه.
على الصعيد الشخصي، ما المهارات التي تميّز
عبير الشمري؟
أمتلك مهارات قيادية وتحفيزية، وأحرص على
إدارة وقتي ومهامي بكفاءة عالية.
كما أتمتع بمهارات تواصل فعّالة، والقدرة
على العمل بروح الفريق، والدقة والانتباه للتفاصيل، وهي عناصر أراها أساسية لتحقيق
النجاح والاستمرارية في أي بيئة عمل.
لديك مهارات إضافية لافتة، حدّثينا عنها؟
أحرص على التمثيل الشخصي للمؤتمرات والمشاركات
الرسمية بصورة مشرفة، وأمتلك شغفًا بـ رواية قصص النجاح وإلهام الآخرين.
كما أعمل على بناء العلاقات والشبكات المهنية،
وأمتلك مهارة التفاوض والإقناع، لما لها من أثر كبير في تحقيق الأهداف وتعزيز فرص النجاح.
حدثينا عن مشروعك المميز في تصميم برنامج
محاسبي متكامل؟
أعمل على تصميم وبناء برنامج محاسبي متكامل
(القيود الذكية)، يهدف إلى خدمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، بحيث يغنيها عن الحاجة
إلى أي برنامج آخر.
هذا المشروع نابع من إيماني بأهمية الحلول
الذكية والبسيطة، التي تواكب احتياجات السوق، وتسهّل العمل المحاسبي وتزيد من كفاءته.
كيف تنظرين إلى العمل التطوعي ودوره في بناء
الشخصية؟
العمل التطوعي مدرسة حقيقية، يعلّم الإنسان
المسؤولية، والانضباط، والعمل بروح الفريق. بالنسبة لي، كان التطوع فرصة لاكتساب الخبرة،
وبناء العلاقات، وتقديم صورة إيجابية عن الذات، والمساهمة في خدمة المجتمع.
شاركتِ في مؤتمر "ملهمات المستقبل” تحت عنوان المرأة فارسة الدبلوماسية،
كيف تصفين هذه التجربة؟
مشاركتي في مؤتمر ملهمات المستقبل – المرأة فارسة الدبلوماسية كانت تجربة
استثنائية ومفصلية في مسيرتي، لما حملته من عمق فكري ورسالة إنسانية راقية. شعرت خلال
المؤتمر بأن المرأة لم تعد فقط حاضرة في المشهد، بل أصبحت فاعلة ومؤثرة وصاحبة قرار،
وقادرة على تمثيل وطنها وقضاياها بلغة الحكمة والعقل والحوار.
المؤتمر أتاح مساحة حقيقية لتبادل الخبرات، والاستماع إلى قصص نجاح ملهمة،
وعكس صورة مشرقة عن المرأة العربية ودورها المتقدم في الدبلوماسية، والتنمية، وبناء
الجسور بين الشعوب.
كيف تقيّمين المؤتمر من حيث التنظيم والمضمون
والرسائل التي حملها؟
أقيّم مؤتمر ملهمات المستقبل بأنه من المؤتمرات
النوعية الهادفة، سواء على مستوى التنظيم أو المضمون. فقد تميز بطرح موضوعات عميقة،
ونقاشات ثرية، وإدارة احترافية تعكس وعي القائمين عليه بأهمية تمكين المرأة وتسليط
الضوء على إنجازاتها الحقيقية، لا الاكتفاء بالشعارات.
الرسائل التي حملها المؤتمر كانت واضحة ومؤثرة،
وأكدت أن المرأة قادرة على قيادة التغيير، والمساهمة في صناعة السلام، وتعزيز الدبلوماسية
الناعمة القائمة على الحوار والاحترام المتبادل.
ما الرسالة التي خرجتِ بها شخصيًا من هذه
المشاركة؟
خرجتُ من المؤتمر بقناعة راسخة بأن الاستثمار
في المرأة هو استثمار في المستقبل، وأن تمكينها علميًا ومهنيًا وفكريًا ينعكس إيجابًا
على المجتمع بأكمله. كما عززت هذه المشاركة لديّ الشعور بالمسؤولية تجاه نقل التجربة،
ومشاركة ما اكتسبته من معارف وخبرات مع الآخرين.
رسالة شكر، لمن تحبين توجيهها في ختام هذا
اللقاء؟
أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى القائمين
على مؤتمر ملهمات المستقبل على جهودهم الكبيرة في إخراج هذا الحدث بالصورة المشرفة
التي تليق بالمرأة العربية.
وأخص بالشكر الدكتور أمين أبو حجلة، رئيس
المؤتمر، على رؤيته الواضحة، وإدارته الحكيمة، وحرصه على أن يكون المؤتمر منصة حقيقية
للإلهام والتمكين وصناعة الأثر.
كما أوجّه التحية لكل من ساهم في إنجاح هذا
المؤتمر، ولكل امرأة شاركت بقصتها وتجربتها الملهمة.
خلال مشاركتك في مؤتمر "ملهمات المستقبل
– المرأة فارسة الدبلوماسية”، قدّمتِ ورقة عمل عن تجربتك الشخصية كقصة نجاح، حدّثينا
عن هذه المحطة المهمة؟
تقديمي لورقة عمل عن شخصيتي وتجربتي المهنية
كقصة نجاح خلال مؤتمر ملهمات المستقبل – المرأة فارسة الدبلوماسية شكّل محطة بالغة
الأهمية في مسيرتي، لأنه لم يكن مجرد عرض لتجربة شخصية، بل مساحة صادقة لمشاركة رحلة
الطموح، والتحديات، والعمل المستمر نحو التطوير والتميّز.
هذه الورقة عكست محطات من حياتي العلمية والعملية،
وكيف يمكن للإصرار، وتطوير الذات، والاستثمار في المهارات أن يصنع فارقًا حقيقيًا،
لا سيما لدى المرأة التي تسعى لإثبات حضورها في مختلف الميادين.
ماذا مثّل لكِ هذا الإنجاز على الصعيد الشخصي
والمهني؟
هذا الإنجاز يُعد شيئًا مهمًا ومفصليًا بالنسبة
لي، لأنه شكّل اعترافًا بقيمة الجهد المبذول، ودافعًا قويًا للاستمرار بثقة أكبر. كما
منحني شعورًا عميقًا بالمسؤولية تجاه نقل التجربة للآخرين، خاصة الشابات الطامحات اللواتي
يبحثن عن نماذج واقعية قريبة من تجربتهن.
تقديم ورقة العمل أمام نخبة من القيادات والخبراء
والمشاركين كان تجربة ملهمة، عززت لديّ الإيمان بأن لكل إنسان قصة تستحق أن تُروى،
وأن النجاح لا يُقاس بالمناصب، بل بالأثر الذي نتركه في حياة الآخرين.
كلمة أخيرة توجّهينها عبر وكالة نيروز الإخبارية؟
أشكر وكالة نيروز الإخبارية على هذا اللقاء
المهني، وأتمنى أن تكون تجربتي مصدر إلهام لكل شاب وشابة يسعون إلى تطوير ذواتهم. النجاح
يبدأ بخطوة، ويستمر بالإصرار، والتعلم، والعمل الجاد