تناول الباحثون في مراجعتهم الأسباب المحتملة لهذه العلاقة، مشيرين إلى أن البكتيريا قد تدخل الجسم عبر اللثة التالفة، مما يؤدي إلى الالتهاب المزمن الذي يساهم في تلف الأوعية الدموية. وفي هذا السياق، قال طبيب القلب للأطفال أندرو تران: "فمك مرتبط بقلبك. أمراض اللثة وسوء نظافة الفم يمكن أن يسمحا للبكتيريا بالدخول إلى مجرى الدم، ما يسبب التهابات قد تضر بالأوعية الدموية وتزيد خطر الإصابة بأمراض القلب".
ويواجه الباحثون تحديات كبيرة في دراسة هذا الارتباط، نظرًا لأن عوامل الخطر المشتركة مثل التدخين، والتقدم في السن، والسمنة، تزيد من احتمال الإصابة بأمراض اللثة وأمراض القلب في الوقت نفسه. ورغم ذلك، تشير الأدلة الحديثة إلى وجود علاقة مستقلة بين الاثنين. ويعتبر مرض تصلب الشرايين القلبي الوعائي السبب الرئيسي للوفاة عالميًا، مما يجعل أي وسيلة للوقاية، مثل تحسين صحة الفم، هدفًا مهمًا للبحث العلمي.
وأظهرت بعض الدراسات التي شملتها المراجعة أن العناية بالأسنان منذ مرحلة الطفولة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بمشكلات قلبية في المستقبل. كما أشار الباحثون إلى أن علاج أمراض اللثة يساهم في تحسين مؤشرات صحية وسيطة، بما في ذلك ضغط الدم، ومستوى الكوليسترول الجيد (HDL)، وعلامات الالتهاب، وهي مؤشرات معروفة بزيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.