أمل الفقيه: من رحم الفقد وُلد النجاح.. حكاية امرأة صنعت ذاتها وأهدت إنجازها لروح
أمها
نيروز الإخبارية – حوار خاص مع الزميلة أمل
الفقيه
في عالم يموج بالتحديات والصعاب، تبرز قصص
النجاح الحقيقية التي تُكتب بالجهد والإرادة والإصرار، أكثر تأثيرًا من أي أرقام أو
إنجازات رسمية. الزميلة أمل الفقيه من السعودية تمثل نموذجًا حيًا للمرأة العربية التي
صنعت ذاتها من رحم التحديات، وحوّلت الألم إلى قوة، والفقد إلى دافع للتميز. من بداياتها
المبكرة في الحياة، مرورًا بالمسؤوليات الأسرية والمهنية، وصولًا إلى الإعلام والعمل
المجتمعي، تقدم أمل الفقيه قصة ملهمة تستحق أن تُروى، فهي مثال للمرأة التي لا تعرف
كلمة استسلام، وتؤمن بأن الإرادة الحقيقية تصنع المستحيل.
وفي لقاء
مع الزميلة امل الفقيه ، قالت :
نيروز الإخبارية: بدايةً أمل، حدثينا
عن بداياتك في الحياة وكيف كان شكل تربيتك؟
أمل الفقيه: بدأت رحلتي مع الحياة في وقت
مبكر جدًا فقدت والدي وأنا طفلة صغيرة وكنت آخر الأبناء، ما جعل علاقتي بأمي رحمة الله
عليها خاصة جدًا. كانت أمي هي الأساس الحقيقي لكل ما وصلت إليه اليوم، امرأة عظيمة
عملت وتعبت وضحت لتلبية احتياجاتي واحتياجات إخوتي وكانت تحتويني بحب ودلال ممزوج بالقوة
والتربية الصارمة
نيروز الإخبارية: لقد تزوجت في سن مبكرة،
كيف أثر ذلك على مسيرتك التعليمية؟
أمل الفقيه: نعم تزوجت وأنا في المرحلة المتوسطة
وكان ذلك تحديًا كبيرًا لكن أمي أصرت أن أكمل تعليمي وكانت أمنيتها أن تراني حاصلة
على شهادة تفرح بها وتفتخر بدأت خطواتي ثقيلة بين مسؤوليات الزواج والحمل والبيت والدراسة
لكن رضا أمي كان يخفف كل الصعاب كنت أقاوم التعب لأجل ابتسامتها وأتحمل لأجل دعائها
نيروز الإخبارية: متى شعرتِ أن كل هذا
التعب بدأ يؤتي ثماره؟
أمل الفقيه: شعرت بذلك عندما حصلت على شهادتي
الجامعية، شعرت أنني أوفيت جزءًا من دين كبير لأمي ومع كل مرحلة دراسية كانت المسؤوليات
تكبر لكن الله كان معي ودعاء أمي يسبقني فرحتي الكبرى بعد الله كانت حين عُيّنت في
أول وظيفة لي كمربية أجيال ولا أنسى فرحة أمي وقتها كانت أكبر من فرحتي
نيروز الإخبارية: مسيرتك المهنية متنوعة
جدًا، كيف تطور طموحك بعد ذلك؟
أمل الفقيه: طموحي لم يتوقف عند التعليم فقد
انتقلت إلى مجالات تعليمية وإدارية متعددة ثم دخلت مجال الإعلام والتقديم والبرامج
كنت أربي أبنائي كما ربتني أمي وحين انفصلت عشت دور الأم والأب معًا وكافحت حتى أكرمني
الله بنجاح أبنائي وحصولهم على شهادات عالية وما زلت أقاتل من أجل الصغار لأراهم بإذن
الله في أعلى المناصب
نيروز الإخبارية: فقدان الأم حدث جلل
في حياتك، كيف أثر ذلك على مسارك؟
أمل الفقيه: حين توفيت أمي أُغلق عني باب
عظيم من أبواب الجنة تغيّر كل شيء داخلي واعترف أنني شعرت بالضعف والانكسار لكن كلما
تعثرت أستعيد كلماتها ووصيتها بأن أكون قوية ومتميزة مشواري اليوم أثقل وأصعب وجع الفقد
والخوف على أبنائي من حزني ومحاولة برّ أمي حتى بعد رحيلها لكنها كانت تريدني قوية
وأنا أحاول أن أكون كما أرادت
نيروز الإخبارية: رغم كل الصعاب، ما
الذي يدفعك للاستمرار اليوم؟
أمل الفقيه: إيماني بالله وحبي لأبنائي ووفائي
لأمي يجعلني أستمر وأعمل وأكافح من أجلها وهي في قبرها ومن أجل نفسي ومن أجل أبنائي
لم أعتد أن أكون ضعيفة والحمد لله دائمًا وأبدًا
نيروز الإخبارية: نود أن نعرف أكثر عن
محطاتك وإنجازاتك المهنية؟
أمل الفقيه: عملت محررة في عصف الإخبارية
ومقدمة برامج في قناة شهامة ونائبة مدير متحف صلح الحديبية ومحررة في صحيفة أضواء الوطن
وكنت سنابية للتغطيات ودعم الأسر المنتجة وعضوًا في مؤسسة الأجواء الذهبية للدعاية
والإعلان وجمعية نجوم السياحة ومجموعة الغد الإعلامية وفريق صناع النجاح وجمعية سفراء
الإعلام ومشروع مكة العالمي للجودة وعضوًا في صحيفة وقناة الوطن نيوز وعضوًا في صحيفة
غرب الإخبارية ونادي الإعلامي السعودي وعضوًا في صحيفة شاهد وأنا كاتبة وصحفية ومسوقة
عقارية مع شركة أركان البيت وصاحبة ABأول فودتراك للأكل المغربي في مكة وصاحبة متجر A1 للملابس النسائية
نيروز الإخبارية: شاركتِ مؤخرًا في مؤتمر "ملهمات المستقبل"،
ما تقييمك للمؤتمر وما رسالتك للقائمين عليه؟
أمل الفقيه: كان مؤتمر "ملهمات المستقبل"
تجربة مميزة بكل المقاييس فقد جمع نخبة من النساء الرائدات من مختلف الدول العربية
ووفّر منصة للتبادل المعرفي والإلهام وتحفيز المرأة على القيادة والتميز أشعر بالفخر
لأنني كنت جزءًا من هذا الحدث الذي يعكس رؤية واضحة لدعم وتمكين المرأة العربية وأود
أن أتوجه بجزيل الشكر للقائمين على المؤتمر وعلى رأسهم الدكتور أمين أبو حجلة وكل فريق
فرسان السلام على جهودهم الكبيرة في تنظيم هذا الحدث المميز الذي أتاح لنا فرصة التعلم
والمشاركة والتألق
نيروز الإخبارية: ما الرسالة التي ترغبين
في توجيهها لكل من يتابع مسيرتك؟
أمل الفقيه: قصتي تثبت أن الإرادة تستطيع
أن تحوّل الفقد إلى قوة والوجع إلى إنجاز والحزن إلى طاقة للتميز المرأة العربية قادرة
على النهوض مهما ثقل الحمل والصعاب وأن الوفاء بالوعد والتمسك بالأمل هما الطريق لتحقيق
النجاح.
الزميلة أمل الفقيه ليست مجرد قصة نجاح مهنية،
بل هي رسالة لكل امرأة ولكل شاب وشابة عن قوة الإرادة والصبر والإيمان. من فقد والديها
في سن مبكرة إلى قيادة مسيرة مليئة بالإنجازات المهنية والإعلامية والاجتماعية، أثبتت
أن التحديات ليست نهاية الطريق بل بداية لرحلة من الإبداع والتفوق. قصتها تُذكّرنا
جميعًا بأن الحب والدعم من الأسرة، والإيمان بالله، والرغبة في خدمة الآخرين، قادرة
على تحويل كل ألم إلى إنجاز، وكل تجربة إلى مصدر إلهام. إنها نموذج يُحتذى به للمرأة
العربية في كل مكان، ومصدر فخر لكل من يعرف قصتها.