نظّمت جمعية جدارا الخيرية، الثلاثاء ، محاضرة ثقافية فنية بعنوان "اللون في حياتنا: لغة المشاعر وتأثير الرؤيا”، قدّمها الفنان التشكيلي خليل الكوفحي، بحضور نخبة من المهتمين بالشأن الثقافي والفني.
وجاءت المحاضرة برعاية سعادة الدكتورة سناء عبابنة الرئيس الفخري لجمعية جدارا الخيرية، وبإشراف رئيسة الجمعية السيدة آمنة عبدوني، التي أكدت في كلمتها على أهمية دعم الفنون والثقافة بوصفها رافداً أساسياً في بناء الوعي المجتمعي وتعزيز الذائقة الجمالية.
وتناول الفنان خليل الكوفحي خلال المحاضرة الدور العميق للألوان في حياة الإنسان، مبيناً أن اللون ليس مجرد عنصر جمالي أو وسيلة تزيين، بل لغة إنسانية صامتة تسبق الكلمة وتؤثر مباشرة في المشاعر والمزاج والسلوك. وأوضح أن اللون يشكّل جسراً خفياً بين العين والعقل، وبين الرؤية والبصيرة، وأنه حاضر في تفاصيل الحياة اليومية من العمارة والملبس إلى الطبيعة والفنون.
واستعرض الكوفحي المفاهيم الأساسية لنظرية اللون، متطرقاً إلى دائرة الألوان التي وضع أسسها إسحاق نيوتن، وخصائص اللون من حيث الصبغة والتشبع والقيمة، إضافة إلى أنظمة الألوان المستخدمة في الشاشات والطباعة. كما شرح أسس تناغم الألوان وعلاقتها بالراحة البصرية والتوازن الجمالي.
وفي محور علم نفس الألوان، بيّن المحاضر التأثير النفسي للألوان الدافئة والباردة، ودورها في إثارة مشاعر الطاقة أو بث السكينة والهدوء، مشيراً إلى استخدام الألوان في مجالات العلاج، والتعليم، والتصميم الداخلي، وتأثيرها المباشر في الإنتاجية والحالة النفسية.
كما تطرّق إلى رمزية الألوان واختلاف دلالاتها باختلاف الثقافات، مؤكداً أن اللون يحمل معاني الهوية والانتماء والذاكرة الجماعية، ويؤدي دوراً محورياً في التسويق، والعلامات التجارية، والفنون البصرية.
وفي ختام المحاضرة، دعا الفنان خليل الكوفحي إلى التعامل مع اللون بوعي أعمق، وعدم النظر إليه كعنصر بصري عابر، بل كقوة قادرة على إثراء التجربة الإنسانية ومنح الحياة معنى وعمقاً أكبر. كما وجّه شكره لجمعية جدارا الخيرية وإدارتها على إتاحة هذه المساحة الثقافية التي تجمع بين الفن والفكر.