نيروز الإخبارية : نيروز الإخبارية:
بقلم المخرج محمد الجبور.
أن كل قوة سياسية تؤثر وتتأثر بحيث لا توجد قوة سياسية معزولة عن القوى السياسية الأخرى فالقوة السياسية هي كل طاقة إجتماعية موجهة إلى السلطة أما لأن هذه الطاقة تمسك بالسلطة وأما لأنها تحرك السلطة وهذا يعني أن القوة السياسية هي طاقة إجتماعية متحركة ومنها فلا يمكن للإنسان أن يكون قوة سياسية ألا إذا استقطب جماعة من الأفراد حوله ليصبح حركة إجتماعية كما أن القوة السياسية تعني أن السلطة هي محور القوة السياسية فلكي تعتبر القوة سياسية يتعين أن يكون لها موقف من السلطة ولا يشترط أن يكون موقف القوة السياسية هو الرغبة في تغيير الأوضاع فقد يكون هدف القوة السياسية هو المحافظة على ما هو قائم ولقد تعددت القوى السياسية في العصر الحديث وهي تتمتع بوسائل متنوعة تؤثر في المجال السياسي ولكن بعض هذه القوى فقط تعتبر سلطة لأن السلطة يشترط لتوافرها أن يكون وراء القوة السياسية فكرة وأن تكون القوة قادرة على فرض نظام إجتماعي ثابت وتنفيذ قراراتها بالقوة وهناك نوعين من السياسية:
اولا : القوى السياسية المنظمة ثانيا : القوى السياسية بلا تنظيم وتندرج جماعات الضغط تحت القوى السياسية المنظمة ذلك أن القوى السياسية المنتشرة بلا تنظيم هي تلك التي تستخلص من عقلية الأفراد دون أن يكون لها قاعدة قانونية محددة أي دون أن تكون مؤسسة ولعل أهم صور القوة
السياسية المنتشرة بلا تنظيم الرأي العام و وعي الطبقة وهذه القوى المنتشرة تأثيرها محدود لأنها ليست منظمة ومن ثم لا يمكنها أن تناضل للوصول إلى هدف محدد أما القوى المنظمة مثل الأحزاب وجماعات الضغط والصحافة فإنها تملك وسائل يمكن تنسيقها وإستخدامها للتأثير وتحقيق الأهداف السياسية كما أن هناك علاقات بين القوى السياسية المنظمة والقوى السياسية المنتشرة حيث أن الأخيرة هي محرك الحياة السياسية وتدرك القوى السياسية المنظمة تماما أنها لا تستطيع إحراز نجاح إلا إذا لمست وعي المواطنين وإستمالت الرأي العام وقد رتب بيردو القوى السياسة و حدد مكانة كل منها من مركز النظام حيث حدد مركز النظام بالقادة والحكومة ويليها الطبقة السياسية ثم القوى المنظمة وبعدها الجماعات الجزئية وأخيرا المجتمع الذي يحيط بالكل وبما أن جماعات الضغط هي إحدى القوى السياسية المنظمة فهي ليست بعيدة عن مركز النظام أي أنها تلعب دوراً هاما في الحياة السياسية ومن أهم القوى السياسية المنظمة هيئة الناخبين والأحزاب السياسية وجماعات الضغط والصحافة
وتتخذ جماعات الضغط مواقف متبانية من الأحزاب السياسية وهذه المواقف تحدد كيفية تأثير جماعات الضغط على السلطات العامة ويمكن التمييز بين خمسة مواقف تتخذها جماعات الضغط من الأحزاب وهي:
اولا: موقف الحياد حيال الأحزاب المختلفة ونتيجة لذلك فإن جماعة الضغط تقيم علاقات مباشرة مع رجال السلطة دون وساطة أي حزب وهذا هو الموقف الذي تتخذه المشروعات الخاصة الصغيرة ومثال ذلك هو الإتحاد الوطني للفلاحين في إنجلترا وويلز
ثانيا: موقف مساند لرجال السلطة الذين يقدمون خدمات لجماعة الضغط بغض النظر عن إنتمائهم الحزبي أو ميولهم الأيديولوجية وهذا هو الموقف الذي تتخذه كثير من جماعات الضغط الفرنسية أثناء الإنتخابات وهو كذلك موقف النقابات الأمريكية فهي تتبع أسلوب مكافأة الأصدقاء ومعاقبة الأعداء وتكون فرصة الإنتخابات هي الفرصة المتاحة أمام النقابات لمنح المكافأة أو توقيع العقوبة
ثالثا: موقف إقامة علاقات مع حزب من الأحزاب ومناصرة الحزب بشكل عام وهو الموقف الذي يتخذه إتحاد الصناعات البريطانية إذ يقيم علاقات ثابتة مع حزب المحافظين بحيث يلتزم الحزب بمساندة الإتحاد كما يتعهد الإتحاد بإعتباره إحدى جماعات الضغط بتأييد الحزب ومساعدته وفي مثل هذه الحالات يستجيب الحزب لمطالب جماعة الضغط كما تقدم جماعة الضغط مساهمة مالية تساعد بها الحزب
رابعا: موقف تتخذه جماعة الضغط بتكوين حزب سياسي للدفاع عن مصالحها ومثال ذلك نشأت حزب العمال البريطاني والحزب الإشتراكي النرويجي والحزب الإشتراكي السويدي
خامسا : موقف جماعة الضغط هنا هو أنها تخضع خضوع تام لحزب قائم وهذا الموقف يتيح للحزب التغلغل في أوساط إقتصادية وصناعية وثقافية مختلف
وتعتبر القوى السياسية ظاهرة إجتماعية وكل ظاهرة إجتماعية بطبيعتها لا تتسم بالإستقرار وإنما في حالة تطور دائم، كما أن كل قوة سياسية تؤثر وتتأثر بالقوى الأخرى فلا توجد قوة سياسية معزولة عن المجتمع أو عن غيرها من الظواهر الإجتماعية السياسية فلا يمكن للأحزاب السياسية تجاهل الرأي العام وجماعات الضغط ليست بعيدة عن الأحزاب