نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية
أكرم جروان
ما زلنا نعيش حياتنا وأحلامنا التقليدية والعالم يتغَيَّر من حولنا !!!، ونزرع هذه الأحلام في أبنائنا !!، فكان حُلْمي أن أكون طبيباً أو مهندساً ولم أستطع، لذا، أريد تحقيق حُلْمي هذا في إبني أو إبنتي !!!.
هذه العقلية وهذا التفكير يجب علينا تغييره ، فالإبن من مواليد الألفية الثالثة ستكون حياته تختلف كُليَّاً عن حياة الأب، فنحن شهدنا في حياتنا الوظيفة والحِرْفة والمهنة ....
ولكن حياة الأجيال القادمة لم نحلم بها قَطْ !!!.
في عام ٢٠٣٠م، ستُلغى ما يُقارب ملياري وظيفة !!!، فهل نحن نستعِدُّ لذلك حالياً ؟!!!.
هل فكَّرنا بالأفضل في تعليم أبناءنا ؟!!، لن تكون هنالك مناهج ، ونحن ما زلنا نهتم بالمنهاج ودائرة المنهاج في وزارة التربية والتعليم !!!، ولا نعلم أنَّ جامعة MIT الأمريكية قد نشرت من خلال الشبكة العنكبوتية ١٣٠ مليون مادة تعليمية، والتي ستُلغي وظيفة المعلِّم !!!، وبذلك سيكون دور الطالب البحث عن المعلومة ، فهل علَّمنا الطالب كيفية البحث للحصول على المعلومة ؟!!.
وأول وظيفة ستُلغى مهندس الكهرباء !!، لأنَّ ذاك الزمن سيكون مُعتمداً على الطاقة النظيفة . وكل شيء سيكون من خلال التطبيقات !!!، فأكبر شركة تكسي في العالم هي عبارة عن تطبيق إلكتروني - أوبر- وهي لا تملك أية سيارة منها ، ولكن كل شخص لديه سيارة في العالم ويرغب بالعمل فهو موظف لديهم !!!.
وكذلك أكبر شركة عقار في العالم هي عبارة عن تطبيق إلكتروني، حتى وظيفة المراسل الصحفي سيحل مكانها تطبيق إلكتروني، فأي شخص مثلاً حضر مباراة ما سيتم الإيداع في حسابه مبلغاً من المال لإرسال نتيجة المباراة لهم !!!.
حتى وظيفة طيَّار ستكون الطائرات بدون طيَّار ، وكذلك الحارس الأمني لعمارة ما سيكون الروبوت مكانه !!!، وأمين المكتبة أيضاً سيكون الروبوت مكانه !!!.
فهل نحن نعمل الآن بإبداع من أجل جيل أبناءنا لذلك الزمان ؟!!.
من هنا، يجب علينا توجيه أبناءنا إلى نحو علم النفس الصناعي، لأنَّ المصانع تحتاج إلى مَنْ يُهيء لها البيئة الفضلى لزيادة إنتاجيتها.
وكذلك، توجيه أبناءنا لدراسة خمس لغات معاً بدل التركيز فقط على اللغة الإنجليزية ، فاللغة الصينية مثلاً يجب علينا تعليمهم إياها .
وأيضاً بدلاً من أن يكون متخصصاً في الكمبيوتر فالأفضل توجيه الأبناء للتخصص في البرمجيات ، فالبرمجة سيكون لها المجال الأفضل.
وإلى جانب ذلك أيضاً توجيه الأبناء إلى التخصص بأَمْنِ المعلومات ، فالأمن للأوطان سيعتمد على أمن المعلومات ، لأنَّ الحروب ستكون بقرصنة المعلومات لا بالصواريخ والدبابات .
وكذلك توجيه الأبناء لدراسة عِلْم الجينات لأنَّ كل إنسان يجب عليه أن يعرف مستقبله الصحي وليس تاريخه الصحي.
وبذلك يجب على التعليم العالي توفير هذه التخصصات في الجامعات للجيل القادم منذ الآن .
أكرم جروان
كاتب وخبير إستراتيجي أردني مُتخصص في شؤون الشخصيات الوطنية