نيروز الاخبارية
بقلم العميد م إبراهيم الحمامصة
يعيش جهاز الامن العام هذه الأيام ظروف استثنائية يمر بها الوطن ويعلمها الجميع وتلقي بظلالها على واجبات الامن العام في جميع المجالات ، وذلك نتيجة تسارع وتيرة الاحداث والتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي ، وجهاز الامن العام وما يتعرض له خلال هذه الظروف الاستثنائية يتطلب منه وقفة متأنية للخروج بأفكار استثنائية تتلأم مع معطيات ومتطلبات المرحلة والوضع الحالي بشكل يؤدي الى تحويل التحديات وتبعاتها إلى فرص ومقومات للنجاح تؤدي الى دفع عجلة الامن والاستقرار إلى الامام.
ونتيجة هذه الظروف الاستثنائية فأنه يتطلب من رجال الامن العام تعزيز رسالة الحرية والعدالة والتسامح وكرامة الإنسان والنهوض بمستوى ثقافة رجل الأمن العام بما يخلق وعيا وأدراكا بسمو رسالة الامن العام القائمة على خدمة الوطن والمواطن ، حيث تكمن الواقعية في حتمية وعقلانية التعاطي الإيجابي مع هذه الأحداث والتطورات وإعادة النظر بأسلوب التفكير وآليات العمل داخل جهاز الأمن العام بما يتلائم مع متطلبات هذه المرحلة وما تفرضه من تحديات كبيرة .
كما يتطلب بالضرورة من رجل الأمن العام التميز الواعي المبني على الحس الأمني والخبرة بين التحولات الديمقراطيه المطلوبه وبين أخطار الفوضى والفتن ومخالفة القانون والتركيز على التوافق الوطني والمشاركة الشعبيه بعدم احتكار اي مجموعة للمشهد الإصلاحي المنشود أو فرض شروطه على الآخرين مع مراقبة الاحداث والتحولات التي يشهدها الوطن في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
كما لابد لرجل الامن أن يستمع بل وينصت بأهتمام لدرجة الاقتناع بآراء المواطنين للأجراءات المطبقه من قبل مديرية الأمن العام فيما يتعلق بالتعامل مع الاحداث ومنها الحراكات الشعبيه السلميه لمعرفة التفاصيل التي قد تغيب عن بال رجل الأمن العام بسبب كثرة الواجبات الملقاه على عاتقه بما يصب في مصلحة الوطن والمواطن ، فجهاز الأمن العام يحمل على عاتقه وبكل فخر واعتزاز مسؤوليات جسام ولديه الخبرة الكافيه والمقدرة التي تؤهله لكي يكون سندا قويا في ضبط الأمور ومكافحة الفساد والقبض على المفسدين بأعتباره مكونا أساسيا في حفظ السلم والأمن الوطني ، ولا يوجد ما يمنع من القيام بأستطلاعات للرأي العام من حين لآخر لقياس مستوى الأداء الأمني وردود الفعل وقياس رضا المواطن عن إداء جهاز الأمن العام والموقف الامني بالتنسيق مع مركز الدراسات الاستراتيجية الامنية في جهاز الأمن العام كون الجهاز يقدم خدمة انسانيه واجتماعية وأمنية كما أن قياس مدى رضا متلقي الخدمة يتيح للامن العام فرصة مراجعة خطط العمل المستقبلية بما يتلائم مع الظروف الاستثنائية الراهنة .
لهذا فأن رجال الامن العام ضباط وضباط صف وأفراد بل وقادة مدعوون الان وقبل اي وقت مضى بأبراز خبراتهم التراكمية وتقديم ما لديهم من أفكار ورؤى من شأنها المساهمة في التقرب من المواطنين بحكم عملهم وواجباتهم ودعم السلوك الإيجابي لرجل الامن بما يضمن تقديم خدمات شرطية افضل للمواطنين بأسلوب حضاري ونهج أنساني.
الحمد الله الذي هيأ لهذا الوطن الغالي من يسهر على أمنه وأستقراره ويحافظ على مكتسباتة وقدراته تحت ظل قائد المسيرة لتلة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه .