نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية :
د. مفضي المومني.
هو الاردن… وطننا الذي لا نملك غيره، ولن نستبدله باي مكان آخر… ولو بكل مال الدنيا ، هذا هو لسان حال كل اردني مخلص فعلا لا قولا، هذا هو حال الاردنيين القابضين على لظى الجور والفقر والعوز وحالكات الليالي، هذا هو حال الاردني الصابر لعل الله يغير الحال الذي اصبح تغييره محال.
يقول نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم:
(ستأتى فتن على امتي كقطع الليل المظلم، يصبح الحليم فيها حيران، فيصبح فيها الرجل مؤمنا و يمسى كافرا ،ويصبح الرجل كافرا ويمسى مؤمنا يبيع دينه بعرض من الدنيا)
ولست متاكدا من سند الحديث وصحته، لكن مضمونه بكل الاحوال يحاكي واقعنا الحالي، انعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم، لا ثقة للشعب بالوزراء ولا بالنواب، اصبحت الوظيفة الحكومية والمناصب عند البعض تهمة! انت مدان حتى تثبت برائتك، وهي لدى البعض مغنم وشيخة ووسيلة للظهور ، ولدى البعض مغنم ووسيلة للتكسب والترزق وجمع المال الحرام، وما بين هذا وذاك هنالك مازال مجموعة كبيرة من ابناء البلد المخلصين النظيفين لم يغزوهم الفساد وبقيوا يمثلون جوهر الاردن واصله الطيب.
في تداعيات قضية الدخان، وتسريباتها، الرسمية وغير الرسمية ثمة في الافق شيء ما! حدث ولا حرج، الكل متهم الكل يعلم، موقع على مواقع التواصل يبث اخبارا وصورا يتناقلها الاردنيون، الكل يشكك بالاجراءات الرسمية، الكل ينتظر ان يدخل دائرة الادانة شخصيات اخرى، بالفعل اصبح الحليم حيران! قد يقول قائل اتركوا القضاء ليقوم بعمله، اتركوا الدولة تقوم بعملها، واذا اقتنعت انا، فمن يقنع الاردنيين، ونحن شعب نعمل ونهتم ونتكلم بالسياسة من كبيرنا لصغيرنا، ومن فقيرنا لغنينا، ومن مثقفنا الى من لم تسعفه الثقافة، الموضوع يا سادة كبير، اعتقد والله اعلم انه يحاك لهذا البلد سوء، ثمة اطراف داخلية وخارجية تريد خلط الاوراق، ثمة متنفذين يريدون تصفية حسابات، ثمة فاسدون يريدون احداث فوضى، ليطمسوا فسادهم، من يستعرض حجم قضية الدخان، والفترة الزمنية منذ بدايتها، يدرك ان هنالك تواطؤ من جهات كثيرة، وان هذا الفساد كان عابرا للحكومات، مثلما كان عابرا لقيادات الجمارك وغيرها، نثق بقضائنا، ولكن حجم الاشاعات والتي اظنها مبرمجة، اكبر من احتمال المواطن الاردني، في وقت اصبح المواطن وكما يقولون(مثل اللي مضروب على راسه ومش عارف من وين يلقاها) ، في ظل صمت حكومي واعلامي مطبق.
اقترحت سابقا واقترح الآن، في ظل اقرارنا جميعا بان البلد عاث فيه الفاسدون عبر سنين خلت، واجزم لو ان البلد لم ينخره الفساد، لكان وضعنا في الاردن افضل بعشر مرات، ومع ذلك اقول، لكي ننهض ونصنع الاردن الذي نحب، يجب ايقاف مؤسسة الفساد، ولا مانع من طريقة ما يعيد فيها كل فاسد ما سرقه، وان نصل لعقد اجتماعي رسمي عفا الله عن ما فات، ونبدأ من جديد، ونحكم القانون وادوات الرقابة، وان نصبح دولة قانون ومؤسسات فعلا لا قولا وثنظيرا، قد لا يعجب كلامي البعض ويعتقد اني في حلم! لكن يا سادة الامثلة المشابهة لدول كبرى كانت باتجاه الفشل، وعندما سخر الله لها من يقودها ويديرها بطريقة صحيحة نهضت ومنها، تركيا، سنغافوره، البرازيل… فهل نفعلها ونحن بلد صغير محدود الامكانات، كبير بشعبه ومثقفيه وقدرات ابناءه، اعتقد اننا بحاجة لجراحة، وان ننسى الاصلاحات الترقيعية، التي اوصلتنا الى ما نحن فيه، الاردن يحتاج منا الافضل، وجلالة الملك قادر على ذلك وسيكون كل اردني معه… نريد وطنا يتسع للجميع ونحميه بحبات العيون… حمى الله الاردن.