نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية: من المؤسف والمؤلم انتشار فيديوهات في شوارع عاصمتنا الحبيبة تؤشر على ضياع القيم والاخلاق وتدلل بشكل لا لبس فيه الى اي حد يتم التجاوز على القانون الذي هو بالاساس يوضع ليحفظ الاخلاق وقيم المجتمع، وفي هذا المجال يقول: الكاتب كوندي": "العرب هووا عندما نسوا فضائلهم التي جاؤوا بها، وأصبحوا على قلب متقلب يميل إلى الخفة والمرح والاسترسال بالشهوات" كما يقول ابن خلدون: "إذا تأذن الله بانقراض الُملك من أمة حملهم على ارتكاب المذمومات وانتحال الرذائل وسلوك طريقها". ولا يمكن لاي انسان لديه احساس وانتماء ان يمر على هذه المشاهد دون ان يطرح السؤال التالي ما الذي يجري في عمان هل نجعلها مسرحا لبنات الليل وللسكارى والهمل والهمج والبلطجية ام ما هو الحل؟ لا تكاد تخلو عاصمة من عواصم الدنيا من أماكن الترفيه التي تعج ببائعات الهوا والسُكر وممارسة الرذيلة وهذه الاماكن روادها كثيرون ، والفلسفة من وراء وجود مثل هكذا أماكن له تعليلاته وتفسيراته المختلفة ففي دول العالم الثالث وخصوصا العربية يعتبرون الانحلال وصفة جيدة لخلق جيل يواجه الجيل المتشدد خصوصا مع محاولات اسلمة المجتمعات على يد جماعات متفرقة، وبين وجهتي النظر المختلفتين تُنتهك حرمة الاخلاق بغية تحقيق النصر على الاخر، وتأتي النتيجة عكسية اي كلما تمت المبالغة بمثل هذه المظاهر الفاسدة اندفع البعض اكثر الى التشدد والتطرف. المجتمعات الحية هي التي تناقش كل المستجدات وخصوصا تلك التي تهدم بناء الاخلاق والقيم، فليس من صالح الدولة ولا المجتمع تحت اي مسمى انتشار مظاهر الرذيلة والانحلال، ولم تكن يوما تلك المظاهر تعبيراً عن الحرية الشخصية عندما تتجاوز هذه المظاهر المألوف وتضرب قيم وعادات المجتمع في الصميم. صحيح أن هناك من روج واقنع بان الانحلال هو الوصفة المكافئة للتشدد الديني وقد نجح هؤلاء بجر الدولة والمجتمع الى طريق مجهول موغل في مظاهر الفساد والانحلال الاخلاقي وهنا الخطا الفاحش في تربية الجيل على مظاهر الانحلال ونحن نعلم ان كل المجتمعات الحية أول همومها تكريس منظومة الاخلاق التي لا تعتبر خطرا الا على الفاسدين والمنحلين والشواذ فكريا ونفسياً. إن وجود اكثر من 80 نادي ليلي في عمان جريمة اجتماعية واخلاقية اذ تتحول العاصمة بعد الثانية عشرة ليلا الى سوق لهؤلاء الحثالات وبائعات الهوا ولا أدري ما الفائدة وما النتيجة المرجوة من ذلك إلا تدمير الاخلاق والقيم وانتشار الرذيلة وإعطاء سمعة سيئة عن مجتمعنا. لن أخرج عن النص كثيراً اذا كانت قوة المروجين للخلاعة والرذيلة اقوى من ضوابط المجتمع، فأقل ما يمكن عمله نقل هذه النوادي والملاهي الليلية الى خارج العاصمة ولتكن في الصحراء او في مكان العاصمة الجديدة في الماضونة داخل اسوار محصنة معروف روادها وساكنيها والعاملين فيها وبذلك نوفر جهود الامن وراحة المجتمع ونخفف من ظهور القحاب في شوارعنا بصورة مخزية ونضبط المتهربين من تصاريح العمل وخلافة وان لا يتم السماح للبغايا والبلطجية بدخول عاصمتنا النظيفة الشريفة. حمى الله الوطن وقائد الوطن وابنائه من كل مكروه *بقلم الدكتور قاسم جميل العمرو