من رحم المعاناة وقساوة الحياة، نشأ وشب فارسنا في بلدة سما السرحان الوادعة، وحيث كانت الجندية هي الوجهة والمقصد، فقد أختار أن يكون جنديا في صفوف الجيش العربي، ثم التحق في العام 1958 بالكلية العسكرية، ليتخرج برتبة ملازم إلى السلاح المدرع .
شارك في حرب حزيران 1967 كقائد سرية دبابات، فجاءت بعيدها معركة الكرامة الخالدة 1968 لتعيد للأمة كرامتها، وتغير وجه التاريخ، وتمرغ أنوف بني صهيون بتراب الوطن .
فالكرامة عقد فريد، صاغته زنود ضياغم الجيش الأردني، وكانت ملحمة أسطورية أشرف عليها ملك حصيف، وقادها البطل مشهور حديثة الجازي، وما فارسنا الا واحدا من تلكم الضياغم وشهود الحق، الذين عاينوا أحداثها وعاشوا تفاصيلها، واختلطت دمائهم الزكية بترابها، ولو نطقت أرض الكرامة لسردت لنا حكاية فارس كان مقداما غير هياب، فقد أصيبت دبابته بقذيفة مباشرة أخرجته منها عنوة، لتعانق احشاؤه تراب الوطن.
شغل فاضل باشا عدة مناصب أهمها مديراً لمكتب الشريف زيد بن شاكر القائد العام للقوات المسلحة، ومديراً للتدريب العسكري، وقائداً للفرقة المدرعة الخامسة الملكية، ثم مديراً للأمن العام للفترة من 1993 -1989.
الباشا أبا بسام ...واحد من الشخصيات العسكرية الباهرة ونجومها الزاهرة، تشم منه خميرة الرجولة وعبق القيادة والريادة، يتمتع بـ "كاريزما" القادة الكبار، فما تنكر ولا تنكب لتلك النواميس والخلائق الزهر التي تربى عليها.
تحية إجلال وفخر وعرفان لتلك القامة البدوية المعتقة، فحق له أن يكون من القادة النجباء والفرسان النبلاء .