مابين الفينة والفينة نسمع بعض الأصوات لثلة من المتقاعدين تتعالى بعضها يطالب بزيادة الرواتب وبعضها يطالب بالنظر لتحسين تقديم الخدمات سواء كانت وظيفية أو أعفاءآت جمركية سيارات للرتب الادني من فئة الضباط أو المطالبة بإعفاءات صحية للأبناء الذين اجتازوا سن الثامنة عشرة ومطالبات بتسهيل منح دراسية للابناء ومطالبات أخرى وحقيقة كل هذه المطالبات هي مستحقة تستوجب النظر والعناية والعمل على تبني افكار وبرامج ترتقي بمستوى حياة المتقاعدين إلى الاستقرار والاكتفاء خاصة وأنهم افنوا زهرة وربيع أعمارهم في ميادين العمل .
من هنا استعرض بعض تجارب الدول التي عالجت هذه المشكلة بمنهجية ناجحة جعلتها بمصاف الدول المتقدمة
وكثير من دول العالم وعلى رأسها اليابان، تؤمن بقدرات هذا الجيل الذهبي، الذي ساهم في وضع اللبنة الأولى من نجاح المؤسسات، وعليه وضعت خطة مُحكمة للاستفادة من هذه النخب .
وهنا أود التحدث عن التجربة الصينية حيث أولت الصين عناية فائقة بالمتقاعدين واستفادت من خبرات الكثير من القامات والخبراء المتقاعدين بمجال التجارة والصناعة فدعمت مشاريع ضخمة يديرها المتقاعدون العسكريون حتى أصبحت مشاريع عملاقة اخذت عطاءات بدول الخليج العربي وأصبحت من أعضم الموارد التي تصب في صناديق دعم المشاريع الخدمية للمتقاعدين مما انعكس على ازدهار واستقرار
في حياة المتقاعدين والمجتمع بشكل عام .
وهنا أنوه للدور الريادي الذي تقوم به مؤسسة المتقاعدين العسكريين بهذا الصدد وبالجهود المضنية ضمن إلامكانات المتاحة لتسهيل وتيسير معاملات المتقاعدين وتوسيع دائرة نشاطاتها ومشاريعها لتشمل كل من يستطيع العمل من المتقاعدين .
ولا بد لي هنا من أن أشير إلى أننا نطمع بهذه المؤسسة الرائدة في أن تقدم للمتقاعد مزيد من الخدمات كعمل قاعدة بيانات للخبراء وأصحاب الخبرات والمهن ودعمهم سواء من خلال مشاريع تقام على دراسة جدوى حسب احتياجات السوق أو مخاطبة المؤسسات والشركات وعرض الكفاءات كمستشارين أو خبراء ومدربين بعد عمل دورات مجانية بالتعاون مع هيئات مختصة سواء دولية أو محلية ضمن اختصاصاتهم وهي أهل لهذا الدور وجديرة به بهذه الإدارة الناجحة والكوادر المحترفة .