ضمن فعاليات مهرجان جرش "35" في البرنامج الثقافي شارك اعضاء اتحاد الاكتاب والادباء الاردنيين " الدكتور جمال الدبعي، الدكتور محمد ابو هزيم، " الدكتور بكر خازر المجالي، ......، في ندوة حول جرش بين الماضي والحاضر"، ادارها عبد الناصر الحموري، بهذه الكلمات بدأ الندوة وقال : "بكل ما ترى من هندسة محكمة وفن عمارة في مدينة تاريخية الذي بناها بجهد نتحدث عن تراث عريق لحضارات متوارثة تمتد جذوره في اعماق الارض ارث ثقافي وعقائد متنوعة ومتعددة المدينة الخصبة باهلها المثقفين، لقد مثلت جرش بهذا البلد الطيب أجمل لوحة فسيفسائية تاريخية والتراث والحضارة مع الحاضر بقاء اثارها وصمود اهلها، يختلط الماضي بالحاضر وثقافاتها وعقائدها ودياناتها شاهدة على عظمة الانسان الذي عاش على هذه الارض،
إفتتح الندوة الدكتور جمال محمد الدبعي، وقال الدبعي : نتحدث عن جرش التاريخ والحضارة لانها تحاكي الحاضرومهرجان جرش بكل فعالياته بعكس صورة حضارية من الماضي الى الحاضر وما نشاهده من فعاليات مختلفة تمثل انعكاس حقيقي لما كانت عليه هذه المدينة، جرش اطلق عليه قدماء العرب الساميون "جرشو" في الالفية الاولى قبل الميلاد ويعني الاسم المكان كثيف الاشجار، في حين كان الاغريق اطلقوا عليها " جراسو" في الفترة الهلنستية، لكن العرب اعادوا تسميتها مرة اخرى "جرش"، ان بعض النقوش النبطية ذكرت ان جراسا كان يظلق عليها انطاكية الواقعة على نهر الذهب، يشيرلنا التاريخ القديم الى ان الحياة البشرية في جرش قد استدل عليها في العضر الحجري الحديث والبرونزي، وكتب عن ذلك اساتذة التاريخ، عاشت عصرها الذهبي في العصر الروماني يعود تاسيسها الى الاسكندر الاكبر.
وحتى نربط الماضي بالحاضرفإن جرش كانت ومنذ اقدم العصور ومازال الحال حتى الان فهي تمتد على مجموعة من القرى وما تشهد من تقسيمات ادارية حاليا التي تسمى الان محافظة، وحتى نربط المئوية باحتفالية المهرجان جرش في عهد الامارة كانت ضمن ثلاث مقاطعات ثم عدلت الى حاكميات، جرش كانت من حاكميات الدرجة الثانية، وبعد صدور التقسيمات الادارية 1927، واصبحت قضاء، وفي عهد الدولة العثمانية كانت حياة الدولة واسعة لكن ما يلفت النظر الى جرش ان المروخون قد اشار المؤلفين الى دخول بعض شحصيات اردنية التي دخلت الى مجلس المبعوثان، ما يشير الى رفض الى سياسات الدولة العثمانية انذاك.
وختم الدبعي بقوله : إن جرش عندما كان "في السابق" تقام فيها الالعاب الاولمبية والمهرجانات الثقافية والفنية هذا ما يدل على الانسان يتفهم الثقافات المختلفة للإنسان من ساكنتها، وتشير المدرجات والمسارح واعمدة وآثار المدينة كل هذه القضايا ترتبط بمنطقة زراعية تجعلنا نفكر بأن للانسان كان له فيها دور حقيقي في الحضارة، كما نلاحظ الان في مدينة جرش الساحرة التي تشهد هذه الفعاليات الثقافية والفنية لكنالفرق هو في الزمن والاشخاص والتاريخ يعيد نفسهوان الانسان يستطيع ان يحاكي المكان والزمان بالطريقة التي يراها مناسبة في ظروفه وبيئته، في تنوع سكاني كانت تمثل الجانب الحضاري والحراك الاجتماعي، وجرش حافظت على هذا التراث على طابعها الشرقي والغربي بنفس الوقت.
ومن جهته، قال الدكتور محمد ابو هزيم: جرش مدينة تقع في الجزء الشمالي الغربي من الاردن، تتوسط المدن الاردنية تعتبر من اهم المعالم الاثرية، اليوم هي حضارة وتاريخ ومستقبل، خرجت لنا قادة مهمين، وعن تارخيها المعاصر، بعد سنة 1991توسعت في الشرق والغرب والجنوب كلها بناء متواصل الى مدينة اربد سمالا وحتى باتجاه عمان ، اهم معالمها الان يتم فيها كل سنة إقامة مهرجان جرش ، فيها الشارع الرئيسي بطول800 متريحتوي على الف عامود، المسرح الجنوبي من افخم المسارح تم في القرن الاول الميلادي يستخدم في المناسبات الثقافية، والمسرح الشمالي ويتسع حوالى ثلاث الاف شخص، أما سبيل الحوريات بناء يضم نوافير الماء يثير خيالات الزائ حوض رخامي يزينه زخارف بديعة، البوابة الجنوبية او قوس النصر من اشهر معالم جرش، معبد ارتيموس الحارسة للمدينة وهو من اهم المعالم الاثرية، ساحة الندوة بيضاوية الشكل.
وختم ابو هزيم حديثه بأنه يفترض ان نجذب المستثمرين وإقامة فنادق سياحية وجذب سياحي لنحقق التكامل الاقتصادي لهذه المدينة العريقة، والتي فيها مرافق صحية ومستشفيات ومدارس تعليمية، إن جرش تحتاج إلى اهتمام اكبر باعتبارها من المعالم الاثرية هذه المدينة العزيزة على قلوب الاردنيين جميعا.
وختم الندوة الدكتور بكر خازر المجالي، واشار إلى أن اول مهرجان في جرش كان في كانون الثاني سنة 1960 في زمن الراحل الملك حسين طيب الله ثراه في عهد حكومة هزاع المجالي اقيم في ساحة الاعمدة بحضور الملك حسين وكان الجو شتاءا وشاركت فيه فرقة دبكة الرمثا وفرقة الفنون الشعبية من عمان وفرقة موسيقات القوات المسلحة.