مع دخول الحرب الروسية على اوكرانيا اسبوعها السادس يبدو ان القادم سواء" مفاوضات او عمليات قتالية ليس كما يتأمل الروس. فالنصر يحدث عادة" في الساعات والايام الأولى من المعركة. لقد امتصت اوكرانيا الوهلة والصدمة الأولى للهجوم الروسي بينما تراجعت معنويات أفراد الجيش الروسي واصبحت في حالة متدنية. وأخذ بالاعتماد على المقاتلين الشيشان والانفصاليين كقوات تقود التقدم.
ويمكن القول أن جميع خططه على الارض فشلت. بالرغم من قدرته على محو اوكرانيا عن بكرة ابيها. واذا ما فكر الروس باستخدام اسلحة الدمار الشامل من غازات سامة وأسلحة كيماوية فإن محكمة لاهاي المعنية بجرائم الحرب تنتظر قادتة العسكريين والسياسين. ولذلك فإن هذا الخيار مستبعد لانه سيكون مبررا" لاستخدامه من قبل الجيش الاوكراني أيضاً. في المقابل فإن الجيش والمقاومه الاوكرانية تتمتع بمعنويات عالية جداً وتمتلك عقيدة قتالية قوية. ومعظمها متمترسة تحت الارض وفي الغابات، تنتظر الفرصه للانقضاض على المدرعات الروسية .
مصلحة الروس انهاء عملياتها قبل الدخول في فصل الربيع الذي يؤمن التخفية والتستر للمقاومه الاوكرانية ..اوكرانيا ستخرج منتصره انتصاراً نسبياً من هذه المعركه. بينما سيتحمل الروس اعادة اعمار ما دمرته الحرب . واذا ما اصرت روسيا على احتلال اوكرانيا تحتاج الى نصف مليون جندي للسيطرة على المدن ومسكها والثبات فيها ومقاومة المتمردين وتثبيث اي نظام موالي لروسيا
باختصار روسيا باتت تستنجد باللاعب الدولي والاقليمي (تركيا) للخروج بحل سياسي ودبلوماسي يحفظ لها ماء الوجه وكرامة وهيبة روسيا. واذا ما استمر حصار كييف وايقاع خسائر بالمدنيين وجرائم انسانية وابادة جماعية، حلف الناتو سيلجا الى التشويش الاكتروني على الطيران الروسي واعماء الصواريخ فوق العاصمة. والتلويح باستخدام السلاح النووي من قبل الروس هو فقط للردع ولن يتجرأ اي طرف باستخدامه..
المقاومه الاوكرانيه ستؤسس،لما بعدها من شرعنة المقاومات في جميع دول العالم المستضعف. وليس من مصلحة العالم هزيمة وانكسار روسيا وسيطرة القطب الاوحد على العالم .