المهندس المعماري حاول أن يجمع بين المظهر القديم للمسجد في عدد من جزئياته ليربط الماضي بالحاضر
يبدأ تاريخ مسجد موسكو الجامع، أو ما يطلق عليه جامع موسكو الكبير، من عام 1902، عندما قرر بعض التجار التتار شراء أرض لبناء مسجد، وتم الانتهاء من بناء المسجد القديم عام 1904.
كان المسجد يعرف في بعض الأحيان باسم "مسجد التتر" لأن مرتاديه كانوا في غالبيتهم من القومية التترية.
تبلغ مساحة المسجد الجديد حوالي 20 ضعف المساحة بلغت 18900 متر مربع. ويرتفع لستة طوابق ويتسع لعشرة آلاف مصل، وهو يجعل منه أكبر مسجد في أوروبا.
يبلغ طول المئذنتين الرئيسيتين 70 مترًا ويبلغ ارتفاع القبة الذهبية 46 مترًا، واستخدم نحو 12 طنا من أوراق الذهب لتزيينهما.
حاول المهندس المعماري أن يجمع بين المظهر القديم للمسجد في عدد من جزئياته ليربط الماضي بالحاضر؛ المنارات في قاعدتها جمعت بين طراز أسوار الكرملين، ثم انتقلت إلى الطراز الدائري الطويل، لتعانق السماء.
ساهم في بناء المسجد أعداد كبيرة من الدول والأشخاص، كان على رأسهم الملياردير الداغستاني سليمان كريموف، الذي تبرع بمائة مليون دولار من أصل 170 مليون دولار التكلفة الإجمالي لبناء المسجد.
زين المسجد بالعديد من اللوحات والعناصر الزخرفية التي تتماشى مع تقاليد العمارة الإسلامية، والألوان المستخدمة في التصاميم الكلاسيكية هي الزمردي والأخضر والأزرق والأبيض. الجدران وسقف المسجد هي اللوحات زينت بآيات القرآن. الثريا المركزية في القاعة الرئيسية عملاقة يبلغ طولها 8 متر وتزن 1.5 طن.
يضم المسجد بين رحابه متحف الإسلام، الذي يشتمل على لوحات ونسخ تاريخية من القرآن الكريم مكتوبة بخط اليد وقطعة من كسوة الكعبة ومجسم صغير للمسجد، إضافة إلى نسخة من إحدى صحف القرآن المكتوبة بالفضة وتعود للقرن الثامن، معروضة في صناديق عرض زجاجية.
يعد جامع موسكو الكبير أكثر المساجد التي يقصدها المسلمون، خصوصاً في المناسبات، وخاصة في صلوات الأعياد أو التراويح في رمضان، حيث يتم غلق الطرق في محيط المسجد، ويصل عدد المصلين داخله وخارجه في بعض الأحيان إلى 180 ألف مصل.
كما يفتح المسجد أبوابه أيضاً لغير المسلمين لتعلم الدين الإسلامي وتنظيم عقود الزواج وفق الأحكام الشرعية والحصول على فتاوى بأمور دينهم وحياتهم، كما يحتوي على مطعم لتقديم الأكل الحلال. وكالات ..