نيروز الإخبارية : بقلم أكرم جروان
منذ إستقلال الأردن يوم ١٩٤٦/٥/٢٥م، في عهد الملك عبدالله الأول، وحكمه الذي إستمر حتى عام ١٩٥١م، أصبحت المملكة الأردنية الهاشمية، مملكة مستقلة ذات سيادة، وقد شارك الأردن بتأسيس جامعة الدول العربية وأصبح عضواً مؤسساً لها في عام ١٩٤٥م.
وكذلك شارك الجيش العربي الأردني في حرب فلسطين عام ١٩٤٨م، وقاتل الجيش ببسالة.
وأصبح الأردن عضواً في هيئة الأمم المتحدة مطلع خمسينات القرن الماضي، ومن ثم تم إعلان الوحدة بين الضفتين في ١٩٥٠/٤/٢٤م.وإحتضن الأردن لجوء الشعب الفلسطيني أثر حرب عام ١٩٤٨م.
وعندما تَسَلَّمَ الملك طلال إبن الحسين الحُكم، تم إعلان الدستور الأردني في عهده عام ١٩٥٢م.
وفي ١٩٥٢/٥/٢م ، تولى الملك الحسين إبن طلال سلطاته الدستورية، فقام بتعريب قيادة الجيش في ١٩٥٦/٣/١م. ثم إنهاء المعاهدة الأردنية البريطانية عام ١٩٥٧م.
وفي عهد الملك الراحل ، المغفور له، الحسين إبن طلال، طيب الله ثراه، كان عهد البناء ، فشهدت المملكة الأردنية الهاشمية كثيراً من التقدم والنجاح على كافَّة الأصعدة، وعَمِل جلالته على تطور الصناعات الرئيسية في الفوسفات ، البوتاس والإسمنت، وإنشاء شبكة من الطرق تغطي أنحاء المملكة كافَّة ، وزادت نسبة المتعلمين زيادة ملحوظة، حتى وصلت إلى نسبة ٨٦٪، بعدما كانت ٣٣٪. وقد حقق الأردن أسرع نسبة سنوية في العالم في مجال إنخفاض وفيات الأطفال دون السنة.
وخلال عهده عمل على تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وكان يعتبر القضية الفلسطينية هي القضية المركزية في المنطقة. وقد آخى جلالته بين الشعبين الأردني والفلسطيني ، وفتح الأردن ذراعيه لإستقبال اللجوء الفلسطيني نتيجة حرب عام ١٩٦٧م، وأصبح الشعبين شعب واحد، بالدم والروح والمصير، بوحدة وطنية وطيدة، بكامل الحقوق الوطنية، فكان بذلك الشعب الأردني على قلب رجل واحد، قوي الإنتماء للأردن ومخلص الولاء للعرش الهاشمي، يعمل جنباً إلى جنب معاً من أجل بناء الأردن ، أردن العروبة.
وفي بداية التسعينات من القرن المنصرم، إستقبل الأردن موجة اللجوء الأخرى، نتيجة الحرب الحرب العراقية- الكويتية، فرغم محدودية إمكانياته، إلا أنَّه كان البلد المِضياف للاجئين إليه، فهذا هو الأردن الهاشمي، أردن العروبة. فكانت تلك الحقبة الزمنية في عهد جلالته هي بناء وإنجاز للأردن الشامخ.
وعندما تَسَلَّمَ الملك عبدالله الثاني إبن الحسين سلطاته الدستورية عام ١٩٩٩م، بدأت نهضة الوطن، على كافَّة الأصعدة، للأردن الحديث، رُغم التحديات الجِسام التي تواجهها المنطقة.
حيث قام جلالته بعدة خطوات إقتصادية في البحر الميت، وذلك لغايات توطيد العلاقة ما بين القطاع والعام والخاص في النهضة الإقتصادية ،وإقامة العديد من المؤتمرات الدولية الإقتصادية في الأردن وتنظيمها بإستمرار.
وإنشاء المجلس الإستشاري الإقتصادي تحت إشراف ورعاية جلالة الملك ومجموعة من مندوبي القطاع العام والخاص. وكذلك إلتحاق الأردن بمنظمة التجارة العالمية، وإتفاقية الشراكة الأردنية- الأوروبية، وكذلك إتفاقية التجارة الحرة بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية، وإقامة منطقة العقبة الإقتصادية وإعلانها منطقة حرة، وكذلك انشاء مناطق تنموية في إربد ، المفرق ، معان والبحر الميت ... وهي مناطق جاذبة للإستثمار ، وأيضاً المدن الصناعية المنتشرة على ثرى الوطن ، إستطاع الأردن من خلالها إستقطاب إستثمارات خارجية لما يتوفر فيها من مزايا وحوافز وإعفاءات ضريبية وتشجيعية ، وكذلك قيام الملك بتعزيز الدور الإقتصادي للسفراء الأردنيين خارج الوطن.
أما في مجال التعليم، فقد كانت هنالك نقلة نوعية في التعليم ومُخرجاته، يشهد لها القاصي والداني، وتضاعفت أعداد المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء وبجودة تعليم عالية، وكذلك الجامعات الحكومية والخاصة. وهكذا التدريب المهني ،وقد أصبح المجتمع في طريقه إلى المجتمع المعرفي، كما دخل الروبوت مجال التعليم الجامعي.
وتم إنشاء مراكز تكنولوجيا المعلومات في الإردن.
وفي مجال الصحة، قد تضاعفت أيضاً أعداد المراكز الطبية، والطبية الشاملة، والمستشفيات والعيادات الطبية المتنقلة، وأصبح التركيز على جودة الطب عالي جداً، بمراقبة حثيثة، وإبتكار وإبداع، فكانت قفزة نوعية في التقدم الطبي ، وقد إنفراد الأردن بإجراء العمليات الحديثة والجديدة على المنطقة بأيدي أطباء أردنيين مهرة.
كم أصبح التأمين الصحي في طريقه إلى التأمين الشامل لكافّة المواطنين في السنوات القريبة بعون الله. وهذا كله بفضل الله ومن ثم فضل القيادة الهاشمية الحكيمة، رُغم محدودية الموارد.
وكذلك ، ظهر التقدم في مجال التكنلوجيا والإتصالات، وأصبحنا ننعم بالحكومة الإلكترونية، والفضاء الإلكتروني الواسع جداً، والشبكة العنكبوتية.
وهكذا ، كان التقدم واضحاً في جميع مجالات الحياة،
فكان إقامة المركز الوطني لحماية حقوق الإنسان،
وكذلك إقامة صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية للتقليل من مشاكل الفقر والبطالة وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
وإنشاء مشروع الملك عبدالله الثاني لتوفير السكن للأسر الفقيرة في مختلف مناطق المملكة.
والإعلان عن رسالة عمان لكل العالم بهدف توضيح صورة الإسلام، والإهتمام بالشباب وإستثمار طاقات الشباب بالطرق المثلى، فأُنشئت الهيئات والمؤسسات التي تختص بالشباب والمبادرات الشبابية، مثل مؤسسة ولي العهد، وهيئة شباب كلنا الأردن ....وأصبح القطاع الشبابي ذو إهتمام خاص للملك القائد وولي عهده الميمون سمو الأمير الحسين إبن عبدالله الثاني. والذي قد وصل سموه بالشباب الأردني إلى الفضاء.
وفي جانب السياحة، قد أصبحت البتراء، المدينة الوردية، من عجائب الدنيا السبع، وتضاعفت أعداد الفنادق والمناطق السياحية الخلَّابة، والمناطق السياحية العلاجية، وأصبحت العقبة والبحر الميت على مستوى عالمي في المجال السياحي.
وقد أصبحت الطرق والأنفاق والجسور بشبكة طرق غطت أرجاء الوطن ووسائل المواصلات الحديثة تنتشر في أرجاء الوطن .
ولم يتردد الأردن في إستقبال لجوء الشعب السوري وغيره من الأشقاء العرب، فتقاسم شعبه لقمة العيش مع أخيه العربي اللاجىء ، في إردن أبي الحسين، أردن العروبة، رُغم محدودية موارده.
هذه هي حكاية الوطن، الأردن الشامخ بقيادته الهاشمية ، جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم، وشعبه الأردني الشامخ الذي إستمد شموخه من شموخ الملك القائد عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم.
أكرم جروان
كاتب وباحث أردني