جلالة الملك عبد
الله الثاني يعد رمزا للقوة والحكمة والشجاعة في زمن قل فيه القادة الذين يمتلكون هذه
الصفات
نيروز – بقلم محمد
محسن عبيدات
منذ اندلاع الأزمة
في غزة، جسد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه، مواقفا تاريخية
ونبيلة تعكس قيادته الحكيمة وشجاعته الفريدة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ونصرة
أهلنا في غزة بكل ما تتيح له الإمكانيات. كانت جهود جلالته متميزة ومتواصلة، حيث سخر
كل أدوات الدبلوماسية والإنسانية للدفاع عن القضية الفلسطينية أمام العالم.
لقد كان جلالته دائما
صوتا قويا وصادقا في المحافل الدولية، حيث جاب العالم ليظهر حجم المعاناة التي يعيشها
الشعب الفلسطيني نتيجة للاحتلال والعدوان. في كل لقاءاته مع قادة العالم، وفي كلماته
أمام الأمم المتحدة والمؤتمرات الدولية، أكد جلالة الملك عبد الله الثاني أن القضية
الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى، وأنه لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة
دون إيجاد حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة.
ما قدمه الأردن بقيادة
جلالة الملك من دعم لغزة يفوق الوصف. فقد كان الأردن السباق دائما في إرسال المساعدات
الإنسانية والطبية إلى القطاع المحاصر. وعبر الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والخدمات
الطبية الملكية، تم إنشاء مستشفيات ميدانية وتوفير الدعم الطبي العاجل للجرحى والمصابين،
في وقت كانت فيه المعاناة الإنسانية في أوجها.
لم يقتصر دور جلالته
على الدعم الإنساني، بل كان أيضا قائدا سياسيا شجاعا لا يخشى في قول الحق لومة لائم.
لم يتردد يوما في انتقاد الممارسات الإسرائيلية الجائرة بحق الفلسطينيين، ولم يظهر
تهاونا أمام المحاولات الرامية لطمس هوية القدس العربية والإسلامية. بصفته وصيا على
المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، كانت مواقفه صارمة وثابتة، حيث عمل
على حماية المسجد الأقصى من الانتهاكات المستمرة، وأكد على ضرورة الحفاظ على الوضع
التاريخي والقانوني القائم في المدينة المقدسة.
ورغم ما قدمه الأردن
وجلالة الملك عبد الله الثاني من تضحيات وجهود جبارة، لا يزال هناك من ينكر هذه المواقف
ويقلل من شأنها. إلا أن ذلك لا ينقص من قيمة الدور الأردني، بل يزيد من عظمة هذا الجهد
الذي يبذل بإخلاص وتفان دون انتظار شكر أو عرفان.
وفي الختام، فإن
جلالة الملك عبد الله الثاني يعد رمزا للقوة والحكمة والشجاعة في زمن قل فيه القادة
الذين يمتلكون هذه الصفات. هو ملك لم تلد مثله أمراء في صدقه ووفائه، في عدله وإنسانيته،
وفي شجاعته التي تخطت كل الحدود. ستظل مواقفه محفورة في ذاكرة الأمة، شاهدة على قيادته
العظيمة ودعمه الثابت لأشقائنا في غزة وفي كل فلسطين.
بقلم الكاتب والإعلامي محمد محسن عبيدات مدير وكالة
نيروز الإخبارية في إقليم الشمال .