يظل التاريخ الأردني شاهدًا على تضحيات أبطاله الذين آمنوا أن الوطن يستحق الغالي والنفيس، وأن الكرامة لا تُصان إلا بالدماء الطاهرة. ومن بين هؤلاء الأبطال يسطع اسم الشهيد البطل أحمد عوض سالم النجادات الحويطات، الذي جسّد أسمى معاني التضحية والفداء في سبيل الله والوطن والأمة.
الرقم العسكري: 70171
الرتبة: عريف
تاريخ الاستشهاد: 6/6/1967
وُلد الشهيد النجادات عام 1939 في بلدة القويرة بمحافظة العقبة، بين جبالها الشامخة وصحرائها الصلبة التي أنجبت رجالًا من معدن نادر. تلقى تعليمه الثانوي في كلية الشهيد فيصل بعمان، وهناك تشكّلت شخصيته الصلبة وإيمانه بأن العلم والجندية طريقان متلازمان لبناء الأوطان.
في عام 1957 التحق بالقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، المؤسسة التي خرّجت الأبطال وصنعت المجد، لينضم إلى صفوف كتيبة الحسين الثانية (أم الشهداء)، التي ما زالت تروى قصص بطولاتها على كل منبر. خدم الشهيد في الضفة الغربية والقدس، في زمنٍ كانت الأرض تغلي بالأحداث، والقلوب تترقب المواجهة مع العدو الصهيوني.
وجاء يوم الامتحان الكبير في معركة الكرامة الخالدة بتاريخ السادس من حزيران 1967، حين وقف الشهيد أحمد النجادات ورفاقه شامخين كالأشجار، يذودون عن ثرى فلسطين الطهور بصدورهم العارية وإيمانهم العميق. هناك ارتقى عزيزًا كريمًا، ليكتب بدمه الطاهر فصلًا جديدًا من تاريخ الجيش العربي الباسل.
لم يتوقف أثر الشهيد عند لحظة استشهاده، فقد ترك خلفه إرثًا من العزة والشرف. بعد شهر واحد فقط من رحيله، أبصر ابنه الوحيد حرب نور الحياة، ليحمل اسمه رسالة ممتدة من البطولة. ربّته أمّه الصابرة المجاهدة على معاني الصمود، حتى التحق بدوره بالقوات المسلحة الأردنية، وظل على العهد حتى تقاعد برتبة نقيب عام 2013، ليؤكد أن رسالة الشهداء لا تنقطع، بل تتواصل جيلاً بعد جيل.
إن قصة الشهيد أحمد عوض النجادات ليست مجرد سيرة بطل رحل، بل هي حكاية وطن، ورمز خالد للتضحية والفداء. دماؤه التي امتزجت بتراب فلسطين ستبقى تنبض في ذاكرة الأمة، تُذكّر الأجيال بأن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع بتضحيات الرجال.
رحم الله الشهيد البطل أحمد النجادات، ورحم كل شهداء الأردن وفلسطين والأمة، الذين أرووا بدمائهم الزكية أرضًا ما زالت تنتظر النصر المبين.