في قلب السلط، بين جبال البلقاء التي تعانق الغيم، وبيوتٍ حملت العلم رسالة، والتربية شرفًا، والإصلاح نهجًا، كان بيت الحاج هاني خريسات – رحمه الله – منارة للهيبة والعلم والقيم. من هذا البيت العريق خرج أمجد هاني خريسات، شابٌ يحمل في عروقه دماء الأجداد، وفي قلبه وصايا الآباء، ليكمل مسيرة البيت الذي تركها الحاج هاني، مضربًا المثال في العطاء والوفاء.
لم يكن أمجد مجرد ابن السلط، بل امتدت خطواته إلى الكرك، إلى مؤتة الخالدة، حيث صقلت أرض الشهداء شخصيته، وغُرست فيه قيم الفداء والوفاء. هناك تعلم أن البطولة ليست في الرتبة، بل في العمل، وأن القيادة الحقيقية تظهر في العطاء دون انتظار مقابل.
أمجد، الضابط الذي يعرفه الجميع بالعدل والصدق، لا باللقب، أصبح رمزًا للمحبة والوفاء. أينما حلّ، اختفى البغض وحلت المحبة، وانحنى الغضب لتحل الابتسامة مكانه. جندي من جنود الوطن، مخلص لعرشه ووطنه، متجذر في تراب الأردن كما تتجذر الأرزة في سفوح الجبال.
بين ذكريات والده الحاج هاني، وبين خطواته على الأرض التي شهدت بطولات الأجداد، يواصل أمجد كتابة قصة جديدة من الوفاء والقيادة. لم يسعَ للمناصب أو الألقاب، بل لطريق الحق والعدل. من عرفه يشهد كيف أنه يسمع قبل أن يتكلم، ويزن كل كلمة قبل أن يرفع قلمه.
اليوم، وبين سهول الشمال وجبال السلط، يقف أمجد هاني خريسات كفارس حي، يروي دروس البطولة والفداء، ويثبت أن الإرث الحقيقي لا يموت مع الرحيل، بل يعيش في من يستمرون في حمل شعلة القيم والمبادئ.
سيرة الحاج هاني باقية في قلب ابنه أمجد، يضيء دربه كما يضيء القمر ليالي الظلام. هذا الابن يحمل إرث والده ويصنع مجده، ليبقى اسمهما معًا خالداً في ذاكرة الوطن.