في عالم الإدارة العامة، حيث تتقاطع التحديات مع فرص التجديد، غالباً ما تكون الأقدار – أو ما يشبهها من قرارات حكيمة وتوقيت مثالي – هي التي تحول مسار المؤسسات نحو الأفضل. وفي حالة المؤسسة الإقتصادية والإجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى في الأردن، يبدو أن هذا التحول قد حدث بفضل اختيار مدير عام يجسد الإرادة الحقيقية للإصلاح. إنها قصة ملهمة تذكرنا بأن القيادة الفعالة ليست مجرد منصب، بل هي التزام ينبع من القلب والعقل معاً.
يأتي اللواء الركن المتقاعد عدنان الرقاد إلى رأس المؤسسة بإرادة ملكية سامية، وهو اختيار يعكس ثقة عميقة في خبرته العسكرية الطويلة وفهمه الدقيق لاحتياجات المتقاعدين. لم يكن هذا التعيين مجرد إجراء إداري روتيني؛ بل كان خطوة مدروسة من قبل القيادة العليا، التي رأت في اللواء الرقاد الشخص الذي يريد الإصلاح فعلاً، لا ينتظره بل يصنعه. منذ توليه المنصب، أظهر حماساً واضحاً لتحويل المؤسسة من كيان تقليدي إلى مظلة شاملة تغطي خدماتها جميع المتقاعدين العسكريين، مع التركيز على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية التي طالما كانت محور التحديات.
ما يثير الإعجاب حقاً هو اللمسات الدقيقة التي أدخلها اللواء الرقاد، والتي تكشف عن رؤية إصلاحية ناعمة وفعالة. على سبيل المثال، شهدت المؤسسة تطويراً ملحوظاً في خدماتها الإلكترونية، حيث أصبح الموقع الرسمي (esarsv.com) بوابة سهلة الوصول للاستعلامات والطلبات، مما يعكس حرصاً لطيفاً على تسهيل حياة المتقاعدين دون تعقيدات بيروقراطية. كما ساهمت جهوده في تعزيز التنسيق مع الجهات المالية، مثل مديرية التقاعد العسكري، لضمان تحصيل الاقتطاعات بكفاءة أعلى، وهو ما يعزز الاستدامة المالية للمشاريع. ولا ننسى الدعم الذي قدمته المؤسسة لزيادات الرواتب الأخيرة، حيث أصبح أقل راتب تقاعدي 350 ديناراً، مما يلمس حياة آلاف المتقاعدين بلطف يستحق الثناء.
إن هذه التغييرات، المدروسة بعناية ومبنية على مشاركة حقيقية، تجعلني أعبر عن إعجابي الشديد بها بكل دفء وتفاؤل. فهي ليست مجرد إصلاحات إدارية، بل هي جسر يربط بين ماضٍ عريق ومستقبل أكثر إشراقاً، يعكس احتراماً عميقاً لمن قدموا الكثير للوطن. نأمل أن تستمر هذه الرياح الإيجابية في دفع المؤسسة نحو آفاق أوسع، فالأقدار، حينما تُدار بحكمة، تصبح شريكاً في بناء التميز.