من يقرأ سيرة اللواء الركن المتقاعد مدالله عوده النعيمات، أطال الله في عمره، يدرك أنه أمام قامة عسكرية ووطنية استثنائية، حملت في ملامحها الشموخ والكبرياء والرجولة الصادقة.
هو الفارس الباسل، "راعي العرفا" القادم من معان، تلك الأرض التي أنجبت الرجال واحتضنت البطولة منذ فجر التاريخ.
النعيمات، الذي شق طريقه بثبات في صفوف الجيش العربي الأردني، قدّم نموذجًا يحتذى في الوفاء للوطن والقيادة، حيث تنقّل في مواقع المسؤولية العسكرية بجدارة وإخلاص، وخاصة على الحدود الشرقية والشمالية والجنوبية، مؤكدًا حضوره كقائد ميداني صلب، لا يعرف إلا الصدق والواجب والانتماء.
لقد كان مثالًا للجندي والقائد الذي لا ينحني أمام الصعاب، فكان أمينًا على حدود الوطن، صادقًا في عهده، صارمًا في التواضع، ومتواضعًا في الصرامة. شخصية متفردة جمعت بين الحزم والإنسانية، وبين الرجولة والبساطة، حتى باتت سيرته مصدر فخر لكل من عرفه ورافقه في دروب العسكرية.
اليوم، عندما يُذكر اسم مدالله النعيمات، يُرفع له العقال احترامًا وتقديرًا، لما مثّله من قيم أصيلة تركت أثرًا خالدًا في ذاكرة الجيش والوطن. هو شاهد حي على مدرسة البطولة الأردنية التي صنعت رجالها من طين الأرض ووفاء العشيرة، وعمّدتها بالولاء للقيادة الهاشمية.
إن سيرة هذا الرجل لا تُختصر في رتبة ولا موقع، بل تُكتب بأحرف من نور في وجدان كل من عرفه، وتبقى شاهدة على أن الأردن ما زال ينجب الرجال الأوفياء، أمثال اللواء الركن مدالله النعيمات، الذين يرفع بهم الوطن رأسه عاليًا بين الأمم.