يُعدّ معالي الباشا مازن تركي سعود القاضي واحدًا من أبرز وجوه الأردن في السنوات المعاصرة، حيث جمع بين الخبرة الأمنية الطويلة والعمل السياسي الفاعل والانتماء العشائري الأصيل، ليكون من الشخصيات التي تحظى بالاحترام والتقدير في المجتمع الأردني.
القاضي، المولود عام 1957، ينتمي إلى قبيلة بني خالد من عشائر البادية الشمالية الشرقية. حصل على بكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأردنية عام 1978، ثم تخرّج من كلية الشرطة الملكية عام 1980، ما مهّد الطريق أمامه لتولي مواقع قيادية في السلك الأمني، كان أبرزها قائد قوات البادية الملكية (2004–2006)، ومدير إدارة الأمن الوقائي (2006–2007)، ثم مدير الأمن العام (2007–2010).
وبعد أن أنهى مرحلة العمل الأمني، انتقل القاضي إلى الساحة السياسية، حيث شغل مقعدًا في مجلس النواب ممثلًا لمناطق البادية والشمال، وشارك بفاعلية في العمل النيابي، قبل أن يتولى حقيبة وزارة الداخلية عام 2016، في موقع جمع بين الأبعاد الأمنية والإدارية والسياسية. كما أعلن ترشحه لمناصب قيادية في المجلس النيابي مثل رئاسة المجلس، ما عكس طموحه السياسي ورغبته في خدمة أوسع.
ومع انطلاق الرؤية الملكية السامية للتحديث السياسي، كان لمعالي القاضي دور محوري في حزب الميثاق الوطني، الذي برز كأحد أبرز الأحزاب الأردنية على الساحة، حيث يتولى رئاسة مجلسه الاستشاري، ويسهم في قيادة الحزب سياسيًا وبرلمانيًا. ويبرز دوره في تعزيز قيم المشاركة السياسية الفاعلة، وتشجيع المواطنين على الانخراط في الأحزاب والعمل البرامجي، إلى جانب تركيزه على الإصلاح التشريعي، خاصة في قوانين الانتخاب والأحزاب، والدعوة لإصلاح اقتصادي يعالج قضايا الفقر والبطالة ويعزز الاعتماد على الذات.
ويتميز القاضي بشخصيته التي تجمع بين الحنكة الأمنية والولاء الوطني، إذ اكتسب خبرة واسعة في التعامل مع قضايا الأمن الداخلي والخارجي، واشتهر بوضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. أما على الصعيد المجتمعي، فيحظى بمكانة رفيعة باعتباره شيخًا لمشايخ قبيلة بني خالد، إضافة إلى محبته الواسعة بين الناس.
وقد نال معاليه أوسمة ملكية رفيعة تقديرًا لعطائه، منها وسام الاستحقاق، ووسام الاستقلال، ووسام النهضة.
وفي الختام، يبقى الأردن بلد النشامى، والبادية الشمالية حاضنةً للعديد من الشخصيات الوطنية البارزة في خدمة الوطن وقيادته، ومعالي مازن القاضي واحد من هؤلاء الرجال الذين جسدوا العطاء والوفاء والانتماء الصادق.