في مدرسة العيص الأساسية بمحافظة الطفيلة، يسطع نموذج مشرق لمعلمة جمعت بين مهنة التعليم ورسالة الأمومة، لتترك بصمة إنسانية في قلوب طلابها وأهالي منطقتها. إنها المعلمة أحلام القطامين، معلمة الصف الثاني، التي لا تنظر إلى طلبتها كتلاميذ فقط، بل تراهم أبناءً وبناتٍ يملأون يومها بالفرح وتغمرهم بحنانها ودفئها كما تغمر الأم أطفالها.
عرفها طلابها بحسن الخلق ولطف المعاملة، فيما لمس الأهالي فيها الصدق والإخلاص. فهي اليد التي تبني، والعقل الذي يزرع حبّ العلم، والقلب الذي يفيض عطاءً لا ينضب. استطاعت أن تمزج بين صرامة المربية ورفق الأم، وبين جدية التعليم وحنان التربية، لتكون قدوة ونموذجًا للمعلمة التي تُنير الطريق وتغرس القيم في نفوس الأجيال.
القطامين ليست مجرد معلمة تؤدي واجبها الوظيفي، بل هي قصة حب ووفاء للتعليم، ورسالة إنسانية تعكسها كل يوم بابتسامة صادقة وكلمة طيبة ولمسة رحيمة. ومن بين جدران مدرسة العيص، تخرج أصوات الأطفال تردد اسمها بكل امتنان، لأنه سيبقى محفورًا في ذاكرتهم وقلوبهم ما داموا أحياء.
إن معلمة بهذا العطاء تجسد المعنى الحقيقي لمهنة التعليم، حيث تتحول الحصة الدراسية إلى مساحة للأمل، والفصل إلى بيت ثانٍ، والمعلمة إلى أم ثانية تحتضن أطفالها بالعلم والقيم، لتثبت أن التعليم ليس وظيفة بل رسالة خالدة.