يرحلون بصمتٍ، لكنّ سيرتهم تبقى تتردّد في جنبات الوطن... رجالٌ نذروا شبابهم لأرضٍ أحبّوها ورايةٍ أقسموا أن تبقى مرفوعة، ومن بينهم المرحوم الحاج عبدالله سليم سويلم العمارين، أحد أبناء القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي الذين سطّروا صفحات من الفخر والوفاء.
التحق الفقيد بصفوف الجيش عام 1952، حين كان الوطن بحاجةٍ إلى السواعد الصادقة والقلوب المؤمنة، فكان من أوائل الرجال الذين حملوا البندقية بإيمان، وخدم في لواء 40 الدروع وهيئة الاتصالات الخاصة، ليختم مسيرته العسكرية المشرفة عام 1989 برتبة وكيل أول، تاركًا خلفه تاريخًا يليق بالرجال الكبار.
لم يكن الحاج عبدالله العمارين مجرد جنديٍّ في الميدان، بل كان مدرسة في الانضباط، ومرآةً للصدق والرجولة، حمل حبّ الوطن في قلبه، وتركه إرثًا في قلوب أبنائه وأحفاده.
رحل الجسد، لكنّ الأثر باقٍ، والصوت الصادق ما زال يتردّد في ذاكرة رفاق السلاح الذين عرفوا فيه الإخلاص والكرامة.
رحم الله الحاج عبدالله العمارين، وأسكنه فسيح جنانه، وجزاه عن وطنه خير الجزاء... فقد مضى رجلٌ، وبقيت حكايةُ وفاءٍ لا تموت.