قائد تربوي من الطراز الرفيع يحمل شهادة الدكتوراه في الارشاد النفسي والتربوي بتقدير إمتياز، لا يحب الظهور والتصوير ، كتبت عنه عنوة ، يعتبر من القامات التربوية الفذة رغم أنه ليس من الرعيل الأول، يصنفه البعض كأحد أبرز قامات التربية ومديري المدارس على مستوى محافظة الطفيلة من الذين إحتوت سيرته على الياقوت الأزرق والدفائن النادرة ؛رغم أنه لم يستلم منصب مدير التربية والتعليم أو مدير إداري أو فني لغاية الآن، إلا أننا ننتظر بحول الله وقوته أن نشاهده في المناصب العليا في وزارة التربية والتعليم؛ تكريماً لشخصيته الفريدة المعطاءة في قطاع التربية؛ ليكون قدوة للأجيال الحالية والقادمة في الإخلاص والتفاني والعطاء وقدوة في العمل وخدمة المجتمع المحلي في الطفيلة والوطن ككل .
ينتابني الشعور بالذنب لأنني لم يسبق لي أن كتبت عنه ، رغم خدمته (٢٩) سنة في وزارة التربية والتعليم ولكون خدمتي (٢٤ )سنة على أبواب التقاعدالمبكر لكي التحق بأحد المواقع الإعلامية الخاصة في عمان ؛ ولكوني كتبت عن الغالبية العظمى من قامات الطفيلة بما يتجاوز ٢٠٠ شخصية من الرعيل القديم و الأول والحديث أيضا ، ولا أعرف السبب!!! ربما كنت انتظر استلامه أحد المناصب العليا في وزارة التربية والتعليم رغم أنني كنت اعتبر الدكتور خلف العبيات مثلي الأعلى وكنت اتمنى أن اخدم في مدرسته قبل سنوات طويلة عندما كنت معلما ؛ لما كان يقال عنه وعن إدارته الحكيمة لمدرسته آنذاك، حيث رغم ذلك أجده يقف مع الجميع على مسافة واحدة، ويقدر ما أقوم به من كتابة عن قامات الطفيلة في مختلف المجالات ، فهو يقدر ويثمن ويمتدحني رغم أنني أشعر بالتقصير تجاهه وعن تجاهلي للكتابة عنه عندما كان مديرا لمدرسته يشار له بأطراف البنان.
ولد الدكتورخلف عطية العبيات في محافظة الطفيلة عام (١٩٧٠) وعاش في كنف والدته بعد وفاة والده، حيث كان عمره ثمان سنوات، و دخل مدرسة صنفحة الأساسية للبنين ودرس المرحلة الأساسية والإعدادية من عام (١٩٧٧)م إلى عام (١٩٨٥) م ، حيث تقدم لإمتحان المترك و توفق به وتم اختياره للتعليم الأكاديمي في مدرسة الطفيلة الثانوية للبنين في عام (١٩٨٥)م حيث كان مدير المدرسة آنذاك الراحل الأستاذ سليمان الهريشات رحمه الله ، حيث أنهى الثانوية العامة للفرع الأدبي عام (١٩٨٨)م، وبعد ذلك دخل كلية الكرك وتخرج منها بعد النجاح بالشامل بمعدل ٨٠,٥ وكان ذلك عام (١٩٩٠)م وفي نفس العام التحق في سلك القوات المسلحة الاردنية للإلتزام ولمدة أربع سنوات ولغاية (١٩٩٤)م حيث كان من مرتب كلية الأمير حسن للعلوم الإسلامية ، وبعد ذلك التحق بالفرقة الرابعة، حيث شارك في قوات حفظ السلام في (زاقرب وسراييفو في البوسنة والهرسك) وفي عام( ١٩٩٤)م أنهى الخدمة الإلزامية في القوات المسلحة ليلتحق في سلك التربية والتعليم في عام (١٩٩٦)م في مدرسة بصيرا الثانوية للبنين معلماً، وكان مدير المدرسة آنذاك الاستاذ ابراهيم الرواشده أطال الله عمره.
وفي عام (١٩٩٧)م التحق في جامعة مؤته لدراسة الشريعة الإسلامية وتخرج منها عام (٢٠٠٠)م، وفي عام( ٢٠٠٢)م انتقل إلى مدرسة العين البيضاء الأساسية للبنين معلماً، وكان مدير المدرسة آنذاك الأستاذ عبدالرزاق الرواشدة حفظه الله، وفي عام (٢٠٠٣)م التحق في جامعة الطفيلة التقنية وحصل على الدبلوم العالي في التربية في عام (٢٠٠٤)م.
وفي عام (٢٠١٠)م انتقل إلى وظيفة مساعد مدير مدرسة الطفيلة الثانوية المهنية للبنين وكان مدير المدرسة آنذاك المهندس خالد الخريسات -رحمه الله- وفي عام( ٢٠١١)م انتقل إلى وظيفة مدير مدرسة عيمة الأساسية للبنين وفي عام (٢٠١٢)م انتقل إلى مدرسة العين البيضاء الأساسية للبنين مديراً ولغاية عام ( ٢٠٢٢)م.
وفي عام (٢٠١٥)م التحق ببرنامج الماجستير في جامعة مؤته وفي عام (٢٠١٧)م حصل درجة الماجستير في الإرشاد النفسي والتربوي بتقدير امتياز ،حيث كان موضوع الرسالة(اضطراب التصرف وعلاقته بمعتقدات هزيمة الذات لدى طلبة المرحلة الاساسية العليا المتأخرين دراسياً في مدارس لواء مدارس لواء قصبة الطفيلة)
وفي العام نفسة التحق ببرنامج الدكتوراه في جامعة مؤته وفي التخصص نفسة وفي عام (٢٠٢٠)م حصل على درجة الدكتوراه في الارشاد النفسي والتربوي بتقدير إمتياز وكان موضوع الرسالة( فاعلية برنامج توجيه جمعي لتنمية مهارات الاستذكار ومركز الضبط الداخلي لدى طلاب المرحلة الثانوية) ولديه بحثين تم نشرهما فكان احدهما بعنوان ( مهارات الاستذكار وعلاقتها بمركز الضبط الداخلي لدى طلبة الصف الاول الثانوي) والآخر بعنوان ( التشوهات المعرفية المرتبطة بالتعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا وعلاقتها بالتوافق الدراسي لدى عينه من طلبة المرحلة الثانوية) وفي عام (٢٠٢٢)م انتقل إلى وظيفة رئيس قسم شؤون الموظفين/ تربية منطقة الطفيلة ولغاية هذا التاريخ .
سطع نجمه إبان عمله مديراً لمدرسة عين البيضاء الأساسية ، كان حالة استثنائية كقامة تربوية اتصفت بصفات القائد التربوي ، لا سيما أن البعض قال عنه :" إنه كان بمثابة الأب للمعلمين والطلبة، و يقال أنه كان يشكل إلهاما وأنموذجا يحتذى لدى الطلبة ، حيث أنه عند وقوفه أمام الطلبة في ساحة المدرسة ليلقي كلمة توجيهية يسود حالة من الصمت الرهيب لا تسمع همساً ولا صوتاً احتراماً و تقديراً لمكانته في ذلك الوقت ، فيما كنا نسمع عن شخصيته التربوية المتميزة قبل أن يظهر ما يسمى بالإعلام التربوي و صفحات التواصل الإجتماعي و غيرها آنذاك ، فقد كان عنواناً لشخصية القائد التربوي الذي اتصف بالإخلاص ومخافة الله في السر و العلن ، شأنه كشأن زملائه في وزارة التربية والتعليم في العمل و الجهد و الإخلاص .
تميز القائد الدكتور خلف العبيات بالنشاط والجدية في العمل حيث لا يخلو يوماً من أيام عمله قي مدرسته عين البيضاء الأساسية سابقاً إلا و تجده في الصباح الباكر في مقدمة المعلمين يصطف أمام طلبته بكل تواضع وحنية ؛ ليقوم بعمله بكل جد ومثابرة والتزام و حسن التعامل مع معلمي المدرسة الذين تتلمذوا على يديه وأصبحوا في ما بعد مديري مدارس ومشرفين وإداريين متميزين في وزارة التربية والتعليم ومحط أنظار الجميع في العمل و نجاعة الفكر والّتميّز والمثابرة والإبداع .
تكللت مسيرته التربوية بالنجاح والتميز والإبداع ، فقد كان له تأثير إيجابي مميز على معلمي المدرسة الذين استفادوا كثيرا من خبرته الغنية بالإدارة والتدريس و الإشراف المباشر على نجاحات المعلمين في مدرسته في ذلك الوقت .
بالمقابل لمعت شخصيته التربوية وأصبح مثلا يحتذى بالتعليم والإدارة بعد تسلمه إدارة مدرسة عين البيضاء الأساسية ،ففي عهده ظهرت المدرسة بحلة جديدة و ظهور متميز على صعيد الإبداع و الإبتكار ، فقد كان على الدوام الداعم لكل معلم و طالب متميز يثمن فيهم المجتهدين .
أما في مجال الإدارة وفي رئاسته لقسم شؤون الموظفين في تربية منطقة الطفيلة فلا أريد أن أطيل عليكم ، سوف أتحدث عنه في المستقبل إذا استلم مناصب عليا إن شاء الله، فهو يتصف بأسلوب بارع في التعامل مع الزميلات والزملاء وأولياء الأمور، وكل من يراجع مكتبه المكتظ بالمراجعين ، وهو أقرب ما يكون إلى أسلوب السهل الممتنع الذي يأتي على عفو الخاطر معبرا عن شخصية قوية هادئة في آن معا، فهو لا يجامل على حساب العمل ويقف مع الجميع على مسافة واحدة، دائماً يكرر هذه أمانة.
رغم أنه ليس متخصص في مجال اللغة العربية وآدابها إلا أنه يتقن فن الحديث والخطابة والكتابة الأدبية الجميلة من خلال ما اشاهده له من طيب الكلام وعبقه وجماليات اللغة العربية وفصاحتها على صفحته الشخصية التي يحاول من خلال عباراته الموجزة توصيل رسائل مبطنة لا يفهمها إلا الذي يجيد القراءة ما بين السطور.
سنقف لك إحتراما وستذكرك محافظة الطفيلة و قطاع التربية و المجتمع التربوي ، الذي يقف اليوم و غداً عرفاناً و إجلالاً لجهودك المتميزة و ستبقى جهودك المميزة التي تبذل سابقاً وحالياً في عملك الحالي ، شاهدة على إنجازات نشمي من نشامى محافظة الطفيلة، الذي ينتظر منك الكثير الكثير من العمل و الجهد و الإنجاز للمرحلة القادمة ؛ لتكون محط أنظار الجميع في العمل و نجاعة الفكر والّتميّز وإحداث نقلة نوعية على صعيد مستوى القطاع التربوي في محافظة الطفيلة .
و هذا يحتم علينا كمهتمين في الشأن التربوي والتعليمي استذكار مثل هذه القيادات والقامات بعد هذه السنوات الطويلة كمثال للمدير والقائد المتميز في مدرسته سابقاً المثابر حالياً في عمله رئيساً لقسم شؤون الموظفين في تربية منطقة الطفيلة الذي يسعى دائما نحو تحقيق الإنجاز وخدمة المجتمع المحلي في محافظة الطفيلة .
متمنياً للأخ الدكتور الفاضل مزيداً من التقدم و النجاح خلال المرحلة المقبلة إن شاء الله ؛ وأن يوفقه الله في أن يستلم أحد المناصب العليا في وزارة التربية والتعليم ؛لخدمة أبناء المحافظة و القطاع التربوي في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة المظفرة حفظها الله ورعاها.