وُلد الإعلامي عصام خليل محمد زعبلاوي في مدينة يافا عام 1946، وفي أعقاب نكبة عام 1948 رحل مع أسرته إلى عمّان، حيث أقام فيها فترة وجيزة قبل أن تستقر العائلة في الزرقاء. هناك أكمل دراسته الثانوية، ثم انتقل إلى بيروت ليلتحق بـ جامعة بيروت العربية، متخرّجًا في كلية الاقتصاد عام 1971.
ورغم تخصّصه الأكاديمي في الاقتصاد، فإن شغفه منذ الطفولة كان متّجهًا نحو الإذاعة والإخراج وإعداد البرامج، فكان حلمه أن يصبح أحد أصوات الأثير الأردني المميزة.
بعد تخرّجه، عمل زعبلاوي في قطاع السياحة والسفر حتى عام 1974، قبل أن يحقّق حلمه ويلتحق بـ الإذاعة الأردنية، حيث شارك في دورة تدريبية متخصّصة ضمّت نخبة من الإعلاميين مثل عدنان الزعبي ولولو الرفاعي، وأشرف عليها مدير البرامج آنذاك معاذ شقير، بينما تولّى عصام ماشا مسؤولية التدريب العملي.
أسندت إليه مهمة العمل في البرامج الثقافية، فشارك في إعداد وتقديم مجموعة من البرامج التي تركت بصمة واضحة في ذاكرة المستمع الأردني، من أبرزها برنامج "من مكتباتهم”، الذي كان يتطلّب منه القيام بزيارات ميدانية لعدد من الأدباء والمفكرين وإجراء حوارات أدبية معمّقة معهم في منازلهم، ما أتاح له فرصة نادرة للتواصل مع رموز الفكر والثقافة في الأردن والعالم العربي.
وفي عام 1976، نُسِّب زعبلاوي إلى بعثة إعلامية في ألمانيا استمرت 13 شهرًا، شارك فيها مع عدد من الزملاء الإعلاميين مثل زهير عبد القادر ومحمد الخشمان ومحمد نويران. وقد أسهمت هذه التجربة في توسيع مداركه الإعلامية وتطوير أدواته المهنية.
بعد عودته إلى عمّان، قدّم برنامج "الشريط الثقافي” إلى جانب الإعلامي خلدون الكردي، إضافة إلى مجموعة من البرامج الثقافية الأخرى. ثم اتجه نحو البرامج الفنية، فشارك في إعداد وتقديم برنامج "استوديو 1” الذي كان يقدّمه الإعلامي جمال الريّان، وتولّى زعبلاوي إجراء مقابلات ميدانية مع كبار الفنانين العرب مثل أمينة رزق ومحمد عوض ودريد لحّام وغيرهم. كما قدّم برنامج "مع السينما” الذي تناول فيه الأعمال السينمائية العربية والعالمية، واستمرّ بتقديمه لسنوات طويلة.
في مراحل لاحقة، اتجه زعبلاوي إلى البرامج الجماهيرية ذات الطابع الاجتماعي والخدمي، وكان من أبرزها برنامج "اللقاء المفتوح” الذي شارك في تقديمه لسنوات طويلة، وركّز من خلاله على القضايا الصحية والطبية، مستضيفًا نخبة من الأطباء والمختصين لتوعية الجمهور حول مختلف الأمراض وطرق الوقاية منها.
كما شارك في إعداد وتقديم برامج العمل التطوعي، وكان من أبرز زملائه في هذه المرحلة الإعلاميان مصطفى عيروط وهاني الفرحان.
أُحيل الإعلامي عصام زعبلاوي إلى التقاعد عام 2002، غير أن حضوره الإعلامي لم يتوقّف، إذ استُدعي بعد فترة إلى الإذاعة الأردنية مجددًا لتقديم برامج بيئية، ركّز فيها على قضايا البيئة والتنمية المستدامة، واستضاف خلالها مسؤولين وخبراء مختصين، كما شارك في مؤتمرات وورشات عمل داخل الأردن وخارجه تناولت الشأن البيئي والإعلامي.
وفي عام 2016، أنهى زعبلاوي مسيرته الإذاعية بعد أكثر من أربعة عقود من العطاء. وخلال مشواره الطويل، نال العديد من الجوائز والتكريمات، من أبرزها الوسام الفضي من اتحاد الإذاعات العربية عن برنامجه حول موضوع الإدمان، إضافة إلى مشاركته في عدد كبير من المهرجانات والمؤتمرات الإعلامية والثقافية داخل الأردن وخارجه.
يُعدّ عصام زعبلاوي واحدًا من الأصوات التي ساهمت في تشكيل الذاكرة السمعية الأردنية، إذ جمع في مسيرته بين الثقافة والفن والإعلام الجماهيري، وظلّ مثالًا للإعلامي المثقف الذي قدّم رسالته بروح المسؤولية والانتماء، فكان صوته مرآة للإنسان الأردني في تطلّعه نحو المعرفة والجمال والحياة الأفضل.