داود حميدان -ودّعت ساحة التربية والتعليم في العقبة شخصية تعليمية متميزة، حيث أنهت الأستاذة سلام فيصل صالح المجالي، مديرة مدرسة الأمل الدامجة للصم والبكم، مسيرة حافلة بالعطاء والتفاني استمرت لأكثر من ثلاثين عامًا، قدمت خلالها كل خبرتها ومعرفتها في خدمة الطلبة ورفع مستوى التعليم الدامج بالمملكة.
وفي رسالة مؤثرة بمناسبة تقاعدها، استعرضت المجالي مسيرتها العملية بكل فخر واعتزاز، مؤكدة حرصها الدائم على تنشئة جيل أردني واعٍ ومتفاني في خدمة وطنه وأمته، وناشدة بأهمية غرس قيم العمل والمثابرة في نفوس الطلبة.
وقالت المجالي: "ثلاثون عامًا مضت، وقد قدت فريقًا متميزًا من المعلمات، وتدرجت في السلم الإداري لأعيش كل مرحلة بتفاصيلها وتحدياتها، وأسعى دائمًا لترك بصمة صادقة في كل مكان، مراعية المصلحة العليا لطلابي."
وأكدت على أهمية الشفافية والصدق في التعامل مع الطلبة والمعلمات، قائلة: "كنتُ أحرص على استخدام المسطرة ذات الاتجاه الواحد والواضح، متجنبةً التعقيد والتشويش، وكنتُ أسعى دائمًا لأن أكون صافية القلب والفؤاد، لا أحمل ضغينة ولا خبثًا."
وأشادت بدور داعمة التعليم الأولى، جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة، ووزارة التربية والتعليم، وكافة الزملاء من مدراء التربية والمعلمات، مشيرة إلى أن أبنائها الطلبة كانوا محور اهتمامها وملاذها عند التحديات.
واختتمت المجالي رسالتها بالدعاء والشكر لله تعالى، مؤكدة أن كل أيام حياتها كانت رحلة عمل صادق وعطاء متواصل: "الحمد لله رب العالمين، والأيام نداولها بين الناس."
سلام المجالي، خلال ثلاثين عامًا من العمل الدؤوب، لم تكن مجرد مديرة مدرسة، بل كانت معلمة ومرشدة وراعية للأجيال، وستظل بصمتها محفورة في ذاكرة التعليم الدامج في الأردن، نموذجًا للعطاء والتفاني في خدمة الوطن.