يظلّ عطوفة المحافظ السابق عادل محمود الروسان واحدًا من رجالات الدولة الذين لا يمكن المرور على مسيرتهم مرور الكرام؛ فالرجل الذي أفنى أكثر من خمسة وثلاثين عامًا في الخدمة العامة لم يكن مجرّد موظفٍ يمارس مهامه، بل كان نهجًا إداريًا ومدرسة قيادية ورمزًا للثبات والانضباط.
"أفنيتَ عمرك في خدمة الوطن يا رمز الوفاء والإخلاص"… عبارة تختصر حكاية قائد جمع الهيبة بالحكمة، والرؤية بالبصيرة، والعمل الصامت بالأثر الكبير.
كان الروسان معروفًا بقدرته على قراءة المواقف قبل أن تتشكّل، وبحسّه الأمني والإداري الذي جعل الكثيرين يصفونه بأنه صاحب فراسة لا تخطئ ورجل يرى ما وراء التفاصيل.
مسيرة مهنية تليق برجل دولة
عبر سنوات عطائه الطويلة، شغل الروسان سلسلة من المواقع المهمة داخل وزارة الداخلية، وكل موقع كان يخرج منه بإنجاز جديد وبصمة مختلفة:
1. مدير دائرة حقوق الإنسان
قاد جهود تعزيز العدالة الإدارية وتطوير آليات التعامل الإنساني داخل المؤسسات، واضعًا معايير تُوازن بين القانون والكرامة الإنسانية.
2. مدير دائرة السلامة العامة والمرورية
عمل على ترسيخ ثقافة السلامة كقيمة وطنية، لا كإجراءات ورقية.
كان يؤمن بأن حماية الأرواح مسؤولية تُمارس، لا شعارًا يُرفع.
3. مدير دائرة جوائز الملك عبدالله الثاني للتميز
ساهم في نشر ثقافة الأداء الراقي، وتحفيز المؤسسات الحكومية على التطوير والابتكار.
4. مدير دائرة الشؤون الأمنية
أدار ملفات حساسة تتطلب هدوءًا، وحكمة، وقوة قرار.
وكان يُنظر إليه باعتباره رجلًا يعرف متى يتخذ القرار… وكيف.
5. أمين عام وزارة الداخلية
في واحد من أهم المناصب القيادية، أشرف على صياغة السياسات الوطنية ومتابعة أداء المحافظات، مركّزًا على الحوكمة والنتائج والفعالية.
6. محافظ عجلون
عزّز الاستقرار الإداري والأمني، وفتح خطًا مباشرًا مع المواطنين، واضعًا أسسًا جديدة للتواصل المؤسسي.
7. مدير دائرة المتابعة والتفتيش
تابع الأداء الحكومي بدقة عالية، وأشرف على ملفات حساسة تتعلق بالوثائق الوطنية والرقابة الإدارية.
8. محافظ الزرقاء
إدارة الزرقاء ليست مهمة سهلة؛ فهي من أكثر المحافظات حساسية وتأثيرًا.
ومع ذلك برز الروسان بموازنة الحزم بالعدالة، مؤكدًا أن:
"هيبة الدولة تُصان بالعدل أولًا، وبالقانون ثانيًا."
صفات قائد يصنع الفرق
ما ميّز الروسان لم يكن المناصب فقط، بل الشخصية القيادية التي كان يحملها:
بصيرة نافذة وقدرة على قراءة المشهد.
حزمٌ بلا تهاون في تطبيق القانون.
هدوء القائد عند الأزمات واتخاذ القرار.
انضباط ومسؤولية جعلته قدوة في العمل العام.
إيمان بأن المنصب لخدمة الناس… لا للتشريف.
وكان يردد دائمًا:
"العدل أساس القوة، والوطنية لا تُقال… بل تُمارس."
أثر لا يزول
إن سيرة عطوفة المحافظ عادل محمود الروسان هي حكاية رجل عاش للدولة، لا من أجلها، وعمل بصمت، وترك أثرًا لا تخطئه العين.
رجلٌ إن مرّ في مؤسسة طوّرها، وإن تسلّم مسؤولية صانها، وإن واجه أزمة أدارتها حكمته قبل أن يُديرها منصبه.
وهكذا يبقى الروسان رمزًا للإخلاص والانضباط ورجلًا بحجم وطن…