الفريق الركن المتقاعد غازي باشا الطيب، نموذج يحتذى به في الالتزام والانضباط والتفاني في خدمة الوطن. بدأ مسيرته في القوات المسلحة الجيش العربي متحدياً الصعاب، ومتميزاً في كل موقع تولاه، حيث شغل مواقع قيادية بارزة تدرج خلالها في المسؤوليات، محققاً حضوراً قوياً وأثراً واضحاً في كل وحدة خدم فيها. وقد أكسبته الدورات الداخلية والخارجية العديده، التي حقق من خلالها خبرة واسعة أهلته لقيادة وإدارة المهام والوحدات بكفاءة عالية، ونال أوسمة متعددة تقديراً لتميزه وإخلاصه وتفانيه في خدمة وطنه.
عرفته منذ سنوات طويلة، وتحديداً عندما زارني عام 1994 أثناء قيادتي لسرية الشرطة العسكرية الزرقاء، وكان لقائه محفوراً في الذاكرة. جاء مبتسماً ودوداً، قريب من النفس، متواضعاً، لا يحمل أي تكلف أو تعالي، رجل يتعامل مع الجميع ببساطة ومحبة واحترام، وترك في نفسي أثراً طيباً لم يغب مع مرور الوقت.
ينتمي الباشا " ابا غيث" إلى قبيلة بني صخر العريقة الطيبة، وترعرع في عمان في جو يجمع بين الأصالة والانتماء الوطني. منذ صغره، تميز بالشجاعة والانضباط، وكان له شغف بالرياضة والانخراط في النشاطات الجماعية التي أكسبته روح القيادة والعمل الجماعي.
مسيرته العسكرية حافلة بالإنجازات، فقد شغل الفريق الركن غازي الطيب عدة مناصب قيادية بارزة ضمن القوات المسلحة الأردنية، بدءاً من قيادة القوات الخاصة، مروراً بإدارة التدريب العسكري على مستوى القيادة العامة، وصولًا إلى تعيينه مساعداً لرئيس هيئة الأركان للعمليات والتدريب. وشارك في العديد من الأحداث الوطنية المهمة، بما فيها أحداث الأمن الداخلي وحرب أكتوبر/1973 ومعركة الكرامة، كما ساهم في بعثات حفظ السلام الدولية، حيث قاد قوة متعددة الجنسيات في كرواتيا ونال وسام النجمة الكرواتي من الدرجة الأولى تقديراً لدوره. وتميز في هذه المواقف بالشجاعة والإقدام، محافظاً على قيادته الإنسانية وحكمته في إدارة القوات على المستوى الوطني والدولي .
بعد تقاعده، استمر الفريق الركن غازي الطيب في خدمة وطنه ومجتمعه من خلال مناصبه المدنية والاجتماعية، حيث ترأس هيئة رواد الحركة الرياضية والشبابية الأردنية، وكان ناشطاً في لجنة الكرامة للمحاربين القدامى. كما شارك بفاعلية في الندوات والمقابلات التلفزيونية، ومواظب على نشر مقالات وكتابات على منصات التواصل الاجتماعي، متمسكاً بثوابته الوطنية ومبادئه الثابتة، كما لعب دوراً سياسياً أيضاً، حيث كان عضواً سابقاً في مجلس الأعيان الأردني، ما أتاح له توسيع جهوده الوطنية والمجتمعية، والمساهمة في دعم السياسات الوطنية والقرارات التي تخدم الوطن والمجتمع. ومحافظاً على دوره القيادي والنموذجي في المجتمع.
ما يميز الفريق الركن غازي الطيب هو ثباته على المبادئ، وإخلاصه الذي لم يتغير سواء في الخدمة العسكرية أو الحياة المدنية. رجل نظيف اليد، ثابت الموقف، حاضر العطاء، قريب من الناس، محبوب، صادق في انتمائه، وفي كل تفاصيل حياته يظهر الوفاء للوطن والقيادة الهاشمية.
يبقى غازي الطيب نموذجاً للرجل الذي يستحق كل تقدير واحترام، رجل لم تغيره المناصب ولا المواقع، ظل واقفاً حيث يجب، مدافعاً عن وطنه، مخلصاً لقيادته، محباً لأهله ومجتمعه وأصدقائة، حاضراً بالعطاء دائماً وترك بصمة طيبة في كل مكان كان فيه. هو حقاً مثال الرجل الوطني الذي تخلد سيرته في ذاكرة كل من تعامل معه، وصوته حاضر في صفحات التاريخ العسكري والاجتماعي للوطن. متعه الله بموفور الصحة والعافية.