داود حميدان -قال مضحي صباح الحساسين الحويطي، ابن قرية الحِميمه في محافظة العقبة، إن رحلة حياته تشكل نموذجًا للشاب الأردني الذي جمع بين الانتماء لجذوره الريفية والالتزام بالعمل العسكري ثم الحضور المؤثر على منصات التواصل الاجتماعي.
البدايات من الحميمه
ولد الحساسين عام 1982 في قرية الحميمه، حيث نشأ وسط بيئة بسيطة محاطة بالقيم العشائرية الأصيلة. تلقى تعليمه في مدرسة الحميمه الثانوية للبنين – والتي أصبحت لاحقًا تحمل اسم مدرسة أبي جعفر المنصوري – واستمر فيها حتى عام 1999.
ويستذكر مضحي تلك المرحلة قائلاً إن المدرسة والقرية شكلتا حجر الأساس لشخصيته، وغرستا فيه الالتزام والمسؤولية التي رافقته طوال مسيرته المهنية.
التحاقه بالقوات المسلحة بعد الوفاء للراحل الحسين
بعد رحيل جلالة الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – في فبراير 1999، اتخذ مضحي قرارًا حاسمًا غيّر مسار حياته، حيث التحق بالقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، منضمًا إلى سلاح الجو الملكي.
بدأ خدمته في مطار ماركا والجفر، حيث تلقى تدريبات عسكرية متقدمة، وانتقل عبرها من رتبة جندي إلى رتبة رقيب أول، مؤكدًا أن سنوات الخدمة كانت مدرسة وطنية لا تنسى، تعلم فيها الانضباط والقيادة والعمل بروح الفريق.
خبرة تتدرج مع المسؤولية
ويشير الحساسين إلى أن انتقاله بين مواقع العمل في سلاح الجو عزز خبرته وقدرته على التعامل مع البيئات المختلفة، مؤكدًا أن العمل العسكري لم يكن مجرد وظيفة، بل كان رسالة شرف لا تنتهي.
حضور مؤثر على مواقع التواصل
وبعد سنوات طويلة من الخدمة، انتقل مضحي إلى مجال جديد يعكس روح العصر، حيث أصبح ناشطًا على منصات التواصل الاجتماعي، يشارك الجمهور محتوى يعبر عن قيمه الاجتماعية والوطنية، ويطرح قضايا المجتمع المحلي بأسلوب صادق ومباشر.
ويرى أن الإعلام الرقمي اليوم لم يعد مجرد ترف، بل هو مساحة للتعبير والتأثير والتواصل، وأن حضور الأفراد القادرين على إيصال رسائل إيجابية يشكل مسؤولية لا تقل أهمية عن أي عمل رسمي.
رسالة ودور ممتد
ويؤكد الحساسين أن خدمته العسكرية وتجربته الاجتماعية شكلتا قاعدة صلبة لما يقدمه اليوم عبر منصاته، مشيرًا إلى أن خدمة الوطن لا تتوقف عند الزي العسكري، بل تستمر في الكلمة والموقف والمبادرة.
ويختم حديثه قائلاً إن الأردن هو البيت الكبير الذي يستحق أن نعمل لأجله في كل موقع، وأن رسالته اليوم هي تعزيز الوعي والمسؤولية الوطنية بين الشباب ودعم كل ما يعزز استقرار المجتمع ووحدته.