الحرية تعني القدرة على الجريان و الإنسياب بعفوية و بلا قيود وكذلك الإنفلات من براثن العبودية ، وبأن لا نسمح لشيءٍ أن يلجم حواسنا أو يردم أحاسيسنا ، وبأنه ليس لأحدٍ سلطان على أرواحنا و عقولنا البتة .
ومما لاشك فيه أنه قد يسهل علينا كسر قيود الأجساد ،في حين يستعصي علينا فك قيود العقول والأرواح؛ مالم نعمل على إعادة غرس المفاهيم و تحرير العواطف والطاقات، التي ظلت حبيسة القالب الذي فرضته علينا الظروف والبيئة؛ أو جراء عجزنا واستسلامنا في إحدى مراحل حياتنا والتي كانت السبب في تراجعنا للخلف و تقييد إبداعنا سنواتٍ طويلة .
وحيث أنه لا يمكن للعقول المُقَيَّدة أن تُجَدِد وتبتكر ،كان لزاماً علينا البحث عن علاجٍ ناجعٍ ونافعٍ ؛للتخلص من مثبطات الحرية ،كالخوف والتردد والقلق ؛في دعوة للإنعتاق و الإستفادة القصوى من طاقات الكون التي لا تلبث تدعونا للتجدد والإنسيابية، خشية أن تلفنا أكفان القيد والجمود،في الوقت الذي وجب علينا فيه أن نحيا بعقول حُرةٍ وإيجابية ...