أثبتت تجارب من سبقونا من دول العالم في مكافحة وباء فايروس كورونا بأن أنجع الوسائل لكبح جماحه إعتماد منهج التباعد الإجتماعي والعزل المنزلي وإتخاذ إجراءات صارمة لإستكمال ذلك من خلال تطبيق قانون الدفاع وقرارات مرتبطة به؛ ونحن في الأردن إذ نمتلك عادات وتقاليد فريدة من نوعها من حيث القُرب في المناسبات الإجتماعية كالأفراح والأتراح؛ فقد أحسنت الدولة وبإستباقية وبتوجيه من لدن جلالة الملك حفظه الله تعالى لإتخاذ إجراءات تكاملية وإستباقية بات يشار لها بالبنان على مستوى العالم بالرغم من تواضع الإمكانات وشح الموارد؛ إلا أن القوى البشرية التي نمتلكها قادرة على صنع النجاحات تلو النجاحات:
١. ثقافة التباعد الإجتماعي: حان الوقت للإيمان المطلق بأن ترك المسافة الآمنة بين الناس تمنع من إنتشار الفايروس؛ كما أن التباعد يحصل بوقف المناسبات الإجتماعية للأفراح والأتراح ووقف التجمعات أنّى كانت؛ والأهم من ذلك وقف ثقافة التقبيل والتحضين وحتى السلام باليد مؤقتاً والإكتفاء بالإيماء بالسلام عن بُعد.
٢. قانون الدفاع: تفعيل قانون الدفاع قرار شجاع وجريء ساهم لدرجة كبيرة في تحقيق تباعد إجتماعي قسري؛ إذ بدأ بإغلاقات على مداخل المحافظات واليوم على مداخل المدن الرئيسة؛ وننتظر المزيد.
٣. جيشنا العربي: بفخر وإعتزاز يستقبل الأردنيون أبناء الجيش حامي الحمى وحافظي الأمن ومطبّقي قرارات قانون الدفاع على الأرض؛ وهؤلاء العزوة هم الأمل الكبير في تطبيق التباعد الإجتماعي الذي هو المفتاح الرئيس لكبح جماح الوباء والفايروس.
٤. ثقافات مجتمعية: ما زال البعض للأسف يجول الطرقات ويستهتر بخطورة الوضع وإنتشار الفايروس؛ ولهذا تجدهم يخرجون للشوارع بحاجة أو بدونها؛ ويأخذون الأمر بإستهزاء؛ لكنهم لا قدّر الله تعالى عند إصابتهم أو أقاربهم يشعرون بخطورة الوضع؛ وهذا رجاء لهؤلاء لإلتزام بيوتهم دونما تردد.
٥. حظر التجوال: لا بدّ من وصولنا لمرحلة حظر التجوال بالشوارع ولو جزئياً وتخصيص ساعة أو ساعتين للتجوال بالنهار للضرورة فقط؛ وهذا الإجراء ستُكره عليه الدولة قريباً لمنع التجوال وحصر إنتشار الوباء؛ ونرجو أن يتم ذلك قريباً إلى جانب الإبقاء على عزل الناس في بيوتها وإقامة العاملين ممن تقتضي طبيعة عملهم في مكان عملهم خوفاً من نقلهم للفايروس من مكان العمل لعائلاتهم!
٦. شكر من القلب: من سويداء قلوبنا نشكر كل من يساهم في الجهد الوطني التكاملي الكبير الذي تقوم به أجهزة الدولة المختلفة من الجهات الأمنية والعسكرية والقطاعات الطبية والصحية والخدمية والتكنولوجية والإعلامية والإدارية وغيرها على سبيل خدمة المواطن والحفاظ على صحته وسلامته؛ ونرجو الله تعالى أن تكون جهودهم الوطنية المخلصة في موازين حسناتهم ووطنيتهم؛ فالنجاح فالنا بحول الله تعالى.
٧. القطاع الخاص: أجزم بأن وقت إظهار المواطنة على الأرض قد حان في وقت الأزمات للمساهمة في تحويل التحديات إلى فرص؛ فمطلوب من كل الشرفاء المساهمة في دعم جهود الحكومة مادياً ومعنوياً؛ لاحظنا أن البعض قد بادر ومطلوب من البقية كذلك دعماً للوطن والوقوف مع الوطن وقت الأزمات.
٨. العمل لا التنظير: نرجو من كل الأردنيين إلتزام بيوتهم فعلاً وليس قولاً؛ ونرجو ممن يزجون النصائح تطبيقها على أنفسهم أولاً؛ ونرجو الفرعة والهبة لخدمة الوطن بكل الوسائل المتاحة ليكون العمل عن بُعد كل حسب إختصاصه.
بصراحة: دون العزل المنزلي والتباعد الإجتماعي لا يمكن القضاء على وباء كورونا أو حصره؛ فمطلوب من الجميع تكاملية جهودهم للتباعد والعزل مع الجهود الرسمية للدولة لغايات أن نحقق نموذج دولي يحتذى في القضاء على وباء فايروس كورونا؛ ولنرفع رؤسنا كالعادة بهذا الوطن الأشم وقيادته وشعبه وأجهزته المدنية والعسكرية وجيشه.