نيروز الإخبارية : بقلم عاكف_الجلاد
قبل وقت ليس ببعيد ، كانت أقصى أمنيات أولادنا ان يصبح بالمستقبل طبيب أو ضابط أو مهندس أو مخترع ، وكنا سعداء بتلك الأماني .
اليوم تُفاجأ بتغير تلك الأماني !، فأصبح معظمهم يريد ان يصبح مطرباً ونجماً ، وأن يلتقي بالمطرب فلان ، وان يشترك بالبرنامج الغنائي علنتان ليصبح مشهوراً .
وحتى لا يُفسر كلامي بشكل آخر ، فأنا لست ضد الإبداع والفن ، فلكل رسالته ودوره في بناء المجتمع والحضارة .
لكن هذه البرامج بالذات من يدعمها ؟، ومن يمولها ؟ ومن المستفيد منها ؟ وما هدفها ؟وما هي رسالتها ؟.
هل الهدف القضاء على ما تبقى لنا من خيط أمل في مستقبل هذه الامة التي فقدت بوصلة اتجاهها ؟.
وهل كلمات الغرام والعشق والحب والرقص تليق باطفالنا الذين هم بعمر الزهور ؟.
وهل نحتاج هذا الكم الهائل من المطربين والمطربات ؟.
ثم كل هؤلاء المقلدين ماذا سيقدمون لنا في نهضة أمتنا وشبابنا وأوطاننا ؟.
واطفالنا عندما يرون هذا التشجيع والتصفيق والنجومية ، الا يكون همهم وحلمهم الغناء ثم الغناء ؟.
وعندما يختارون واحداً فقط ، ماذا ستكون ردة الفعل النفسية الانهزامية على الاطفال الاخرين بعد فشلهم بتحقيق حلمهم ؟.
اذاً هو الهدم لعقول اطفالنا ، والعبث بطفولتهم البريئة ، وافشالهم ، ودس السم بالعسل ، لنخسر في النهاية الكثير من ابناء الأمة المبدعين والعلماء والمفكرين والعظماء .
الحروب والجوع والجهل والفقر والأمية تنخر في عالمنا العربي ، والمرض والبطالة والفساد يعيثان في حياتنا و بين ظهرانينا ، ونحن نشغل شبابنا واطفالنا بامور نهايتها انحطاط فكري وأخلاقي ، وهدم ، وقهر ، ورقص على جراح الأمة .
فهل سنعيد البوصلة الى اتجاهها الصحيح قبل ان نفقدها تماما ، وهل لا زال هناك أمل ؟.