رطروط: النمط السائد للتطوع في الأردن هو التطوع المنظم من خلال الجمعيات
رطروط: التطوع الفردي في الأردن أسير الظروف وغير مسجل رسميا وغير مستدام
رطروط: خلال مرحلة الحظر الشامل غاب دور المتطوعين كأفراد عن المشهد العام
رطروط: التطوع بنوعيه المنظم والفردي على درجة كبيرة من الأهمية الاجتماعية والنفسية
تصادف اليوم السبت الموافق 5 كانون الأول 2020 مناسبة اليوم العالمي للتطوع، التي حددتها الأمم المتحدة كمناسبة عالمية وتحيها الدول كافة بما فيها الأردن، الذي اعتاد سنويا على الاحتفال بهذه المناسبة.
ولهذا يقول الخبير التنموي الاجتماعي فواز رطروط بأن التطوع بنوعيه المنظم والفردي على درجة كبيرة من الأهمية الاجتماعية والنفسية. اجتماعيا فإن المتطوعون يقدمون على تأسيس الجمعيات والمبادرات التطوعية من باب استجابتهم لثقافتهم المجتمعية التي تدفعهم إلى فعل الخير وتعزيز التضامن أو التكافل الاجتماعي في مجتمعاتهم المحلية، وبحثهم عن المنافع المعنوية والمادية، مثل: الرضى عن الذات، الحصول على المكانة الاجتماعية أو تعزيزها، والحصول أيضا على الشهرة في أوساط المجتمع المحلي. أما نفسيا فإن ما يدفع المتطوعون إلى التطوع هو الدافع الإيثاري ونتاجه مساعدة الآخرين أو الدافع الأناني وحصيلته الحرص على المصلحة الخاصة وزيادة المعارف والمهارات والحصول على التقدير أو الدفع الاجتماعي وخلاصته البحث عن الاستثمارات الاجتماعية وتكوين الصداقات، وهذه الدوافع قد تكون داخلية كالبحث عن السعادة والفرص والتنشئة والإنجاز أو خارجية كالحصول على الحوافز.
ويضيف رطروط بأن النمط السائد للتطوع في الأردن، هو التطوع المنظم من خلال الجمعيات وليس التطوع الفردي من خلال المبادرات. فالأردنيون ينخرطون في العمل التطوعي من خلال الجمعيات، على اعتبار أنه حق لهم كفل الدستور بموجبه القانون. فتشير الاحصاءات إلى ارتفاع معدل الأردنيين المنتسبين للجمعيات المسجلة بموجب قانونها النافذ من 6% في عام 2014 إلى 9% في عام 2017 ، وإلى ازدياد عدد الجمعيات من جمعية واحدة في عام 1912 إلى 6500 جمعية في عام 2020، وإلى ارتفاع حصة السكان من الجمعيات في المحافظات الأقل سكانا مقارنة بانخفاض تلك الحصة في المحافظات الأعلى سكانا، مما يتطلب نشر ثقافة العمل التطوعي المنظم في المحافظات المزدحمة بالسكان كالعاصمة واربد والزرقاء. أما التطوع الفردي في الأردن فإنه أسير الظروف والمناسبات كهطول الثلوج الذي يتطلب تحريك المركبات المعرقلة للسير على الطرق الرئيسية وغابات الاشجار التي تحتاج إلى تنظيفها من مخلفات المتنزهين وتظهر بصورة ناصعة في الأيام العالمية المرتبطة بالبيئة أو عند اقترب موعد تقييم أداء المؤسسات المشاركة في جوائز إدارة الجودة الشاملة ، وغير مسجل رسميا لدى المؤسسات الحكومية المعنية، وغير موجه نحو الفرص التطوعية المتوفرة والمتاحة، وغير مستدام؛ لكونه في غالب الاحيان ينتهي بانتهاء ظرفه الزماني والمكاني.
ويؤكد رطروط على ضرورة تنظيم التطوع الفردي في الأردن بموجب التشريع، على اعتبار أن ذلك ممارسة عالمية فضلى تتطلب نقلها إلى الأردن، واستجابة عملية للاستراتيجية العربية لتعزيز العمل التطوعي، ومنظما ذاتيا لجهود المواطنين في أوقات الأزمات كأزمة جائحة كورونا. فخلال مرحلة الحظر الشامل من هذه الأزمة غاب عن المشهد دور المتطوعين في تنظيم طوابير طالبي خدمات المخابز والمحال التجارية والبنوك وشركات الكهرباء والمياه والاتصالات وغيرها، وحضر دور الشرطة بالرغم من كثرة مهامهم.