أسست إمارة شرق الأردن " بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ", استمدت قوتها بعد الله من القيادة الهاشمية التي أثبتت قدرتها على التأثير محليا ً وإقليمياً ودولياً, واجهت المخاطر بالخبرة والمعرفة, عملت وفق رؤية واضحة وأهداف محددة وبرامج متكاملة, ترجمت تلك الرؤية إلى نهضة على أرض الواقع.
ارتكزت الدولة الأردنية الحديثة على عناصر قوة متعددة أهمها: موقعها الجغرافي الاستراتيجي, مبايعة الشعب الأردني, مواردها الطبيعية المتوفرة, قدرتها الاقتصادية المتاحة, ذراعها العسكرية وقوة ردعها, مؤسساتها السياسية العريقة, مؤسساتها الأمنية الساهرة, معنويات المواطن الشامخة.
القوة الناعمة ساعدت على تعزيز حضورها, إثبات وجودها, تمثلت بدبلوماسيتها الخارجية, قيمها الروحية, مبادئها الإنسانية, دورها في حفظ الأمن والسلم الدوليين, مشاركتها في قوات حفظ السلام, صداقاتها وتحالفاتها ضد الإرهاب والتطرف, انعكس ذلك على تقدير المجتمع الدولي واحترام القوى العظمى لها.
ساهم القادة العسكريين والسياسيين والمفكرين والعلماء في إعلاء شأن الدولة, لأن النظام الهاشمي يسود به أصحاب الخبرة والكفاءة والمعرفة, فالأشخاص الأقوياء المتمرسون الذين يتمتعون ببعد النظر أصبحوا مصدر قوة في البلاد, التف الجميع حول الراية, ضحوا من أجل رسالتها ومشروع النهضة العربية الكبرى, أصبح الجيش العربي وريث الرسالة, حامل رايتها, محقق أهدافها, حامي مبادئها.
أدرك الأردن خفايا البيئة الإقليمية والدولية, انتهج مواقف متزنة, اتخذ قرارات معتدلة, فرضت له ثقل في موازين السياسة الدولية, استطاع توظيف كافة الموارد نحو بناء دولة مزدهرة, قوية صلبة, عميقة الجذور راسخة الأصل, غير قابلة للانقياد, عصية على الانحناء, دولة جمعت ما بين العراقة والحداثة, وما بين الأصالة والحضارة, نموذج لكرامة الإنسان في منطقة سُحق فيها الإنسان, هي مسيرة مئة عام, وها نحن اليوم " فِي مَقَامٍ أَمِينٍ", نتفيأ " فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ" تحت ظلال الراية الهاشمية, "رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ", هي بيعة الرضوان الممتدة تحت ظلال راية آل البيت.