هجروك فيا ويحهم ... وقالوا يا بيت جدي ضاع هالمفتاح ....
محمد علي الزعبي
لم يضع مفتاحك ايها العتيق بل هم من تعمدوا فقدانه... فلو بحثوا عنه لوجدوه في زاوية خابية الماء التي كسروها تشفيا وراء رحيل زمنك الجميل ، لو بحثوا عنه لوجدوه معلقا في جذع دالية العنب والتي يبست عروقها حينما يبست فينا عروق الحياء واصبحنا حضريون في لباسنا واختلاطنا وحديثنا المغنوج ، لو بحثوا عنه لوجدوه في حوض النعناع الذي فقد عبير رائحته التي انعدمت بعدما فاحت رائحتنا النتنة بتصرفاتنا وسوء احوالنا ، لو بحثوا عنه لوجدوه في قلب الحوش الذي قهروه حينما غاب عنه السامر ولمة الاهل والاصحاب والجيران بعد ان تفرقوا والكل بات يغني على ليلاه ....
يا بيت جدي....
ايها الحضن الدافئ والملاذ الآمن انني مشتاق فدلني اليك ... مشتاق الى ركنك الدافئ ومصاطبك الناعمة الملساء ... مشتاق الى فراشي حيث تقاسمته واخواني مريرا واحدا كأعواد الثقاب .... اتوق الى شعلة سراجك وهي ترقص طربا حينما تغازلها نسمة الشتاء المتسللة اليها خجلا عبر شقوق بابك المتآكل ... حينما تزلزل اركانه تراتيل الرعد، تلك الشقوق التي كنا نقراء من خلالها عسعسة الليل وتنفس الصباح ....
ايا بيت جدي ترانا احنا اللي ضعنا وما ضاع هالمفتاح ....