*عميد شؤون الطلبة في الجامعة الهاشمية الاستاذ الدكتور صادق الشديفات يكتب في اليوم العالمي للشباب .
تشرق علينا في كل عام من الثاني عشر في أغسطس شمس اليوم العالمي للشباب؛ سماء الحاضر وفضاء المستقبل ، وعيون الأحلام والأمنيات ؛ إيمانا بدورهم الحقيقي والريادي في صناعة المستقبل، وترجمة لرؤى وتطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله في إيجاد جيل من الشباب المسلح بالمعرفة والعلم والانتماء؛ ليكون شريكا فاعلا في بناء عجلة التطور في مناحي حياتنا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بعيدا عن التطرف والغلو مع قدرته على تقبل نفسه وغيره ، والتزاماً من صاحب السموّ الملكيّ ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ببناء مستقبل مشرق لشباب الأردن؛ يستند إلى إلهامهم وتوجيههم للمشاركة في خدمة وتطوير مجتمعهم، وتسليحهم بالمهارات والوسائل اللازمة لتأدية دورهم في العملية التنمويّة كمواطنين فاعلين قال سموه " إننا لا نطلب من المجتمع أو المسؤولين أن يخلقوا لنا الفرص، ما نريده هو أن يوفروا البيئة التي تسمح للفرص أن تُخلق لنا " لذا وجب علينا الحرص على دعمهم، وتحفيزهم على الإبداع ، واستثمار طاقاتهم وتمكينهم من خلق مساهمات إيجابية وفاعلة ترسخ وجودهم، وتجذر إيمانهم بعقيدتهم، وتوطد انتماءهم وحبهم لوطنهم ومليكهم ؛ فهم محور مسيرتنا التنموية واللبنة الأساسية في بناء أردننا الغالي أردن المستقبل. فكان لا بد من رعاية أحلام الشباب وتأهيلهم لحمل المسؤولية ،وتنظيم طاقاتهم وترسيخ قيم العمل الجماعي والتطوعي للمشاركة الفاعلة في التنمية الوطنية المتكاملة ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا، وتوفير النمو السلوكي السوي المتوازن؛ لتهذيب أرواحهم والعمل على إتاحة البيئة التي تسمح للفرص أن تُخلق أمامهم لتنمية مواهبهم وقدراتهم وتشجيعهم على احترام الرأي والرأي الآخر في إطار من الحرية والمسؤولية التزاما بمبدأ المواطنة الصالحة، باعتبارهم الطاقات والموارد البشرية الأساسية لبناء الوطن ، وهذا يتطلب منا خلق بيئة صحية قادرة على تعزيز الابتكار والإبداع ، وتوفير التمويل والعمل، والمساهمة بشكل فعال وبناء لتحقيق طموحات الشباب وإبداعاتهم وابتكاراتهم إلى مشروعات رائدة يتحول فيها مجتمعنا الأردني من مستهلك إلى منتج.
ولأن قضايا الشباب متجددة ومتزايدة وتحتاج لمبادرات كبيرة وأفكار إبداعية تستثمر الطاقات وتوظف الإمكانات وتشحذ الهمم وتطور القدرات في كل أرجاء العالم، كان الهدف الأساس في وطننا الأردن انطلاقا من استراتيجية المملكة الأردنية الهاشمية " الإنسان أغلى ما نملك " احتضان الشباب ورعايتهم بتنشئة شباب متمسك بعقيدته، منتم لوطنه وأمته وعروبته، فالولاء للملك والوطن والأمة مع احترام الدستور والقانون، فالشباب هم المستقبل، وهذا يحتم مراجعة وإعداد صياغة القوانين والتشريعات والاستراتيجيات والخطط الخاصة بالشباب بما يتناسب مع هذا الدور الطلائعي لهم ويواكب احتياجاتهم، فشكلت اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسة والتي انبثق عنها لجنة تمكين الشباب.